فؤاد بول – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
تتواصل علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي وفق خط بياني يصعد ويهبط باستمرار. فتارة تنقطع، وتارة أخرى تكتسب الزخم.
وجه الاتحاد الاتهامات إلى تركيا، وردت عليه بالأسلوب ذاته. ثم رأى الطرفان أن لا طائل تحت تبادل الاتهامات، لأنهما يعلمان أن لا غنى لهما عن بعضهما.
ينبغي على تركيا تنويع توجهات سياستها الخارجية واستخدام جميع الأدوات التي تملكها. فلا يمكن لها، وهي وريثة إمبراطوية حكمت ثلاث قارات، أن تنكمش وتتقوقع على نفسها.
الأهم من ذلك أن تركيا مجبرة على اتباع سياسة خارجية ذات شخصية قوية، وإلا فإنها ستصبح مثار سخرية الجميع!
وامتلاك شخصية قوية لا بعني التغطرس والتكبر على الآخرين، وإنما التعامل بالمثل (الند للند) في الاجتماعات الدولية.
لا يمكننا القول إن بعضًا من البلدان الأوروبية تعاملت مع تركيا بمبدأ الند للند. وبعبارة أوضح، كانت تلك البلدان تحدد السياسات، وتركيا تطبقها.
وهذا الفهم المريض هو ما جعل تركيا تقف على باب الاتحاد الأوروبي 55 عامًا.
كانوا دائمًا يتخذون المواقف وتركيا ترضخ لهم، وأرادوا مواصلة هذه العادات السيئة، إلا أن صبر تركيا نفد، فانتفضت وكانت الكلمة بها هذه المرة.
فوجئت أوروبا في البداية، ثم تقبلت الوضع. وبعدها دعت تركيا إلى المباحثات من جديد.
خلال القمة التركية الأوروبية الأخيرة في بلغاريا، حذر أردوغان المسؤولين الأوروبيين، قائلًا: "سيكون خطأً فادحًا إذا أبقت أوروبا، التي تعتبر نفسها قوة عالمية، تركيا خارج سياسات توسعة الاتحاد. فتركيا لاعب مؤثر في المنطقة. وهي حليف يحظى بأهمية جيواستراتيجية، وبلد ديناميكي يمتلك مجتمعًا شابًّا".
يعرف الأوروبيون تمام المعرفة أهمية وحجم تركيا. ولأنهم يعرفون يخافون منها! لهذا لا يلتزمون بالوعود التي يبذلونها لها، وعلى رأسها إعفاء الأتراك من تأشيرة دخول الاتحاد الأوروبي.
إذا كان الاتحاد الأوروبي يريد التقدم على طريق المفاوضات مع تركيا فعليه أولًا أن يحقق ما وعدها به. ينبغي عليه الإقدام على خطوات ملموسة، حتى يتمكن الطرفان من مواصلة الطريق.
المهم في القمة التركية الأوروبية الأخيرة، أن الطرفين لم يتماديا في شقاقهما، واتفقا على الاجتماع من جديد مطلع الصيف القادم، ومواصلة المفاوضات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس