طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال "نحن أدرى بمن سنسلمه عفرين"، ردًّا على وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي طلب من تركيا تسليم المدينة للحكومة السورية.
حررت تركيا عام 2016 مدن اعزاز وجرابلس والباب من تنظيم داعش، وحالت دون دخول حزب الاتحاد الديمقراطي، فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا، إليها.
سلمت أنقرة إدارة شؤون المنطقة، التي سُميت فيما بعد بمنطقة درع الفرات، إلى العناصر المحلية. ومنذ أكثر من عام يدير السوريون، أصحاب تلك المناطق الحقيقيون، شؤون اعزاز وجرابلس والباب.
أهل اعزاز يديرون شؤون مدينتهم، وكذلك يفعل أهل جرابلس. الأمر نفسه ينطبق على عفرين الآن.
مع تطهير مركز وقرى عفرين تمامًا من الإرهابيين تهدف تركيا إلى تسليم السلطة في عفرين إلى العفرينيين. وفي هذا السياق، عقدت تركيا اجتماعًا من أجل ممثلي العناصر المحلية في عفرين.
تم تشكيل مجلس من أهالي عفرين.
يتكون المجلس من 24 عضوًا من الأكراد، و8 من العرب، وعضو واحد من كل من العلويين واليزيديين والتركمان.
بمعنى أن المجلس الذي سيكون نافذ الكلمة في فترة تحديد الإدارة المحلية في عفرين يتكون تمامًا من العناصر المحلية في المدينة.
كما أن قوات الشرطة متوفرة تحت الإدارة المحلية للمدينة. والطاقم المكون من 450 شرطي مسؤول عن توطيد الأمن في عفرين.
كان هناك نظام إرهابي في عفرين منذ خمس سنوات فرضه حزب الاتحاد الديمقراطي. لكن من الآن فصاعدًا سيدير العفرينيون وحدهم شؤون مدينتهم.
لن يكون هناك مكان بأي شكل من الأشكال في مركز عفرين لحزب الاتحاد الديمقراطي وامتداداته.
طلب وزير الخارجية الروسي ترك عفرين للأسد، لكن خلال عملية غصن الزيتون، التي انطلقت في 20 يناير/ كانون الثاني، حاولت مجموعة من المسلحين الموالين لنظام الأسد دخول عفرين، لكنها باءت بفشل ذريع.
لم تسلم تركيا السلطة في منطقة درع الفرات إلى نظام الأسد، وإنما إلى المعارضة المدنية، وعليه فمن غير المنطقي انتظار تسليمها السلطة في عفرين للحكومة السورية.
سلمت تركيا السلطة سواء في عفرين أم في منطقة درع الفرات تمامًا للعناصر المحلية. ولم تسمح أنقرة لأي قوة من الخارج بأن تمارس ضغوطًا أو تفرض نفوذها على الشعب السوري.
وعبر هذا النموذج الأخير بعفرين، تعلن تركيا مرة أخرى أنها ليست قوة احتلال أو استعمار.
نهب الغرب المناطق التي احتلها في أفريقيا، وفي سوريا والعراق، واستولى على ثروات هذه المناطق، وما زال يفعل حتى اليوم. لم تنسحب الولايات المتحدة من العراق، الذي تحتله منذ 15 عامًا.
وفي أفريقيا، هناك النموذج الفرنسي. فعلى الرغم من مرور أكثر من ستين عامًا إلا أن فرنسا ما تزال تستعمر 14 بلدًا في أفريقيا.
ومع أن الساسة الفرنسيون يدعون أن بلادهم انسحبت من البلدان المذكورة، إلا أنهم أسسوا نظامًا في البلدان التي منحوها استقلالًا مزيفًا.
وبفضل هذا النظام تجبي فرنسا تحت مسمى "ضريبة الاستعمار" إتاوة يقرب مقدارها من 500 مليار دولار سنويًّا، من 14 بلدًا أفريقيًّا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس