ترك برس - الأناضول
تعيش العلاقات الاقتصادية التركية البريطانية فترة ذهبية، إثر ازدياد حجم التجارة والاستثمارات المتبادلة بين الجانبين، نتيجة العلاقات السياسية والاقتصادية الآخذة بالتحسن خلال السنوات الأخيرة.
وحظيت اللقاءات التي عقدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش زيارته الرسمية إلى العاصمة البريطانية لندن، باهتمام كبير من قِبل رجال الأعمال والمستثمرين الإنجليز.
والتقى أردوغان، برفقة نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية محمد شيمشك، ووزير الاقتصاد نهاد زيبكجي، الاثنين الماضي، مع مسؤولي شركات وصناديق الاستثمار البريطانية، في مأدبة غداء مغلقة أمام وسائل الإعلام، بمقر محطة بلومبيرغ التلفزيونية.
وحضر اللقاء مسؤولو كبرى الشركات والصناديق الاستثمارية، أبرزها، شركة "أكسا" الفرنسية التي تعد أكبر شركات التأمين في العالم، ومصرفي "كريدي سويس" السويسري، و"إتش إس بي سي" البريطاني، وشركة "بي أي إي سيستمز"، و"بلوباي"، و"إنفيسكو"، و"غولدمان ساشس إيه إم"، و"مورغان ستانلي"، و"إي إن خي".
كما اجتمع الرئيس التركي في آخر أيام زيارته، الثلاثاء، إلى كل من رئيسة الوزراء تيريزا ماي، والملكة إليزابيث الثانية، تم خلالها توجيه دعوات لتعزيز التعاون بين البلدين، ما دفع لإثارة ممثلي أوساط العمل في تركيا وبريطانيا، وأدى بالتالي لازدياد التفاؤل حول ارتفاع حجم التبادل والاستثمارات المتبادلة بين الجانبين.
وكانت بريطانيا من الداعمين الدائمين لعضوية تركيا الكاملة في الاتحاد الأوروبي، ومع إقرارها الانسحاب من التجمع الأوروبي الأكبر، أخذت تبدي إرادة منذ زمن طويل لتوقيع اتفاقية تجارة حرة جديدة وشاملة مع تركيا.
كما انسحبت بريطانيا في الوقت ذاته من الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي، ساعية بذلك لعقد اتفاقية تجارية جديدة مع الاتحاد.
وعقب التقارب السياسي التركي البريطاني في السنوات الأخيرة، انعكس الأمر على الجانب الاقتصادي، إذ يهدف الجانبان لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين في المرحلة الأولى من 16 مليار دولار، إلى 20 مليار دولار.
وساهمت الزيادة في حجم الصادرات والورادات المتبادلة خلال السنوات الأخيرة، في رفع سقف التفاؤل لدى الجانبين، ليتم التوقع معها بأن حجم التبادل سيتجاوز الهدف المحدد على المدى القريب.
وفي هذا الإطار، أكد الرئيس أردوغان خلال البرنامج الختامي لمنتدى "اللسان العذب"، على "استعدادنا التام لعقد المزيد من التعاون من شريكتنا الاستراتيجية الموثوقة، المملكة المتحدة، في كافة المجالات، عقب خروجها من الاتحاد الأوروبي".
وأشار أردوغان إلى السجل الحالي الرائع في مجالي التجارة والاقتصاد بين البلدين، إذ قال "إن المملكة المتحدة تعتبر ثاني أكبر سوق مستورد للمنتجات التركية على مستوى القارة الأوروبية، حيث يتجاوز حجم التجارة حاجز الـ 16 مليار دولار، وكنا قد وضعنا هدفا خلال زيارة ماي إلى بلادنا العام الماضي، يتمثل في رفع حجم التبادل التجاري إلى 20 مليار دولار بالسرعة القصوى، وإننا نتعاون بشكل وثيق حاليا لتحقيق هذا الهدف".
- ثاني أكبر سوق مستورد
اكتسبت وتيرة الصادرات التركية إلى بريطانيا خلال السنوات الأخيرة تسارعا كبيرا، حيث ارتفع حجمها من 5 مليار و937 مليون دولار، عام 2009، إلى 9 مليار و604 مليون دولار، عام 2017، محققة بذلك زيادة قدرها 60 بالمئة، ولتحتل معها بريطانيا المرتبة الثانية بعد ألمانيا في السوق الأوروبية، من حيث استيراد المنتجات التركية.
أما فيما يخص الواردات البريطانية إلى تركيا، فقد سجلت ارتفاعا بالمقابل من 3 مليار و473 مليون دولار، عام 2009، لتصبح 6 مليار و548 مليون دولار، عام 2017، لتحرز بذلك زيادة هائلة قدرها 89 بالمئة.
- 5 مليارات حجم التبادل بالربع السنوي الأول
سجّل حجم التبادل التجاري خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، ارتفاعا مهما، إذ بلغ حوالي 5 مليار دولار، في حين حققت الصادرات التركية إلى بريطانيا زيادة بمعدل 17 بالمئة، إذ ارتفعت من مليارين و247 مليون دولار، في الربع الأول من السنة الماضية، لتصل إلى مليارين و630 مليون دولار، بالربع السنوي الأول من العام الجاري.
ومن حيث الواردات البريطانية إلى تركيا، فقد ارتفعت من مليار و333 مليون دولار، في الربع الأول من 2017، لتسجل مليارين و343 مليون دولار، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2018، محرزة بذلك زيادة كبيرة بمعدل 76 بالمئة.
وبناء عليه، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 4 مليار و973 مليون دولار، خلال الربع الأول من العام الحالي.
أما بخصوص أهم المنتجات التركية المُصدرة إلى بريطانيا، فهي الآلات الكهربائية وغير الكهربائية، والمحركات وقطع غيارها، ومنتجات الجديد والفولاذ، والنسيج والألبسة الجاهزة، فضلا عن الذهب والمجوهرات.
وخلال عام 2017، حلت العربات ذات المحرك الخاصة بنقل الأغراض بالمقدمة، إذ بلغت نسبتها 12.1 بالمئة من إجمالي الصادرات، تليها السيارات بنسبة 10.2 بالمئة، ثم الأسلاك المعزولة والوصلات الكهربائية وكابلات الألياف البصرية بنسبة 4.9 بالمئة.
أما بالنسبة للواردات، تأتي محركات الديزل ونصف الديزل، بالدرجة الأولى، بمعدل 15 بالمئة، يليها الحديد والصلب بنسبة 14.2 بالمئة، ثم السيارات بنسبة 10.4 بالمئة.
- استثمار خارجي بقيمة 10 مليار دولار
قال كريس غاونت، رئيس الغرفة التجارية البريطانية في تركيا (BCCT)، خلال تصريح الأسبوع الماضي، إن التعاون بين بلاده وتركيا، يبلغ 3 أضعاف تعاونها مع البرازيل، كما أنه أكبر من تعاونها مع الهند.
وأضاف إن "الكثير من رجال الأعمال لا يعرفون هذه الحقيقية، ويُصابون بالدهشة والحيرة عندما نخبرهم بها".
وعقب هذا التصريح، وزيارة أردوغان إلى المملكة المتحدة، تشير التوقعات إلى أن رجال الأعمال البريطانيين، سيركزون أكثر على السوق التركية، وسيتابعون الفرص الاستثمارية فيها عن كثب.
ودعا وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي، في كلمة له بالعاصمة لندن، الشركات التركية والبريطانية الناشطة في مجال التعهدات، وتطوير المشاريع، والتمويل، لتقييم الفرص المُتاحة في دول ثالثة.
وحققت بريطانيا في الفترة ما بين (2002-2018) استثمارات مباشرة في تركيا بقيمة 9 مليار و 894 مليون دولار، ما نسبته نحو 6.7 بالمئة من حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا.
ويبلغ عدد الشركات البريطانية الناشطة في تركيا بالوقت الحالي، أكثر من 3 آلاف شركة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!