ترك برس
نشرت صحيفة "أوراسيا إكسبرت" الروسية مقابلة مع كبير الباحثين في مركز أنقرة السياسي، عميد كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بِجامعة سليمان ديميريل، أوميت ألبيرين، تحت عنوان "الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يمكن أن يصبح بديلا عن الاتحاد الأوروبي بالنسبة لتركيا".
وتناولت الصحيفة مع الخبير التركي آفاق انضمام أنقرة إلى منظمة شنغهاي للتعاون، وعمّا إذا كانت تركيا ستبذل جهودا كبيرة بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية (24 يونيو/ حزيران 2018) من أجل الانضمام إلى المنظمة، وفق وكالة (روسيا اليوم).
وقال ألبيرين إنه قبل بضع سنوات، أوقف البرلمان الأوروبي عملية التفاوض على انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بأغلبية ساحقة. ثم قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا قد وجدت شريكًا جديدًا هو منظمة شنغهاي، وسوف تأخذ مكانها في هذه المنظمة.
وأضاف الخبير: في الواقع، بدأ اهتمام تركيا بالمنظمة حتى قبل ذلك، ففي 6-7 يونيو 2012، في قمة رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون في بكين، حصلت تركيا على صفة شريك في حوار المنظمة.
تريد تركيا تطوير التعاون مع هذه المنظمة في سياق العلاقات مع آسيا. وكما تعلمون، خلال العام الماضي، توسعت المنظمة، حيث تم منح الهند وباكستان عضوية كاملة فيها بعد فترة طويلة من الانتظار.
وترغب كل من تركيا ومنظمة شانغهاي للتعاون في تعزيز علاقاتهما الثنائية. وبالتالي، عندما تصبح الظروف مواتية، ستصبح تركيا دولة مراقبة في منظمة شنغهاي للتعاون.
ينبغي النظر إلى العلاقات بين تركيا ومنظمة شانغهاي للتعاون كتعاون إضافي وليست بديلا عن الناتو والاتحاد الأوروبي. لدى منظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي هياكل وأهداف مختلفة.
حلف الناتو منظمة عسكرية، والاتحاد الأوروبي منظمة فوق وطنية، ومنظمة شنغهاي للتعاون منظمة تضامن".
وردًا على سؤال "كيف تنظر تركيا إلى التعاون مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي؟"، قال الخبير التركي إن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، يهدف إلى أن يصبح تحالفًا فوق وطني مثل الاتحاد الأوروبي. هناك حرية في حركة السلع والخدمات ورؤوس الأموال والعمالة بين الدول الأعضاء.
في هذا السياق، يمكن أن يصبح هذا الاتحاد بديلاً لتركيا عن الاتحاد الأوروبي، ولكن ليس عن منظمة شنغهاي للتعاون.
وبحسب ألبيرين، فإنه "في العام 2015، كانت العلاقات بين تركيا والاتحاد الاقتصادي الأوراسي مكثفة بشكل خاص. كان من المتوقع أن يتم توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الطرفين بحلول نهاية العام 2017، ولكن لم يحدث ذلك حتى الآن.
يمثل التعاون في التجارة والأعمال أولوية لكلا الجانبين. في المستقبل، يمكن أن تصبح العلاقات بين تركيا وهذا الاتحاد أعمق، ولكن الكثير سيعتمد على مدى إكمال كل طرف للآخر ومدى قوة العلاقات الروسية التركية".
في السياق، قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قبل مدّة، إنّ تركيا على وشك الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون التي تشكل روسيا والصين أبرز أعضائها، أكثر من أي وقت مضى.
وأشارت واشنطن بوست إلى أنّ منظمة شنغهاي للتعاون، تعد من أبرز المنظمات المنافسة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأنّ المنظمة تسعى جاهدةً لضم تركيا بعد أن أتمت ضمّ كل من الهند وباكستان.
وأضافت الصحيفة أنّ موسكو وبكين تبدي حساسية كبيرة تجاه تركيا وتتصرفان مع أنقرة بحكمة من أجل موازنة القوى في منطقة الشرق الأوسط، مشيرةً في هذا السياق إلى التباعد الحاصل بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
وقالت الصحيفة إنه في حال انضمت تركيا رسمياً إلى منظمة شنغهاي للتعاون، فإنّ تأثير الغرب والاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط سيضعف.
وسبق أن صرح السفير الصيني لدى أنقرة، يو هونغ يانغ، بأن بلاده رحّبت بفكرة انضمام تركيا إلى منظمة شنغهاي للتعاون، وأبدت استعدادها للتعاون مع المسؤولين الأتراك في هذا الإطار.
وأوضح هونغ يانغ أن "منظمة شنغهاي للتعاون" تهدف إلى تعزيز الثقة والصداقة بين الدول الأعضاء وتشجيع التعاون بينها في مجالات السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا والثقافة، فضلًا عن ضمان الاستقرار والسلم الإقليميين وتأسيس نظام دولي يتمتع بالديمقراطية والعدل والعقلانية.
وأردف أن "تركيا شاركت بشكل فعال خلال الأعوام الأخيرة في أعمال المنظمة وباتت بمثابة دولة شريكة (...) ولا شك أن الصين ترحب بفكرة تركيا للانضمام إلى المنظمة وهي مستعدة لبحث انضمامها بالتشاور مع الدول الأعضاء".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!