ترك برس
من بين 22 من رؤساء الدول الأجنبية الذين حضروا حفل تنصيب الرئيس التركي أردوغان، لم يكن هناك سوى رئيس واحد فقط لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي، هو رئيس بلغاريا، رومن راديف. أما من بين الضيوف الغربيين، فباستثناء المفوض الأوروبي، ديمتريس أفراموبولوس ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، لم يكن حاضرا سوى عدد قليل من الشخصيات التي لا تضطلع حاليا بدور نشط في الساحة الدولية.
وفي هذا الصدد أكد الجنرال المتقاعد إسماعيل حقي بيكين، رئيس الاستخبارات العسكرية التركية السابق، أن غياب كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن حفل تنصيب الرئيس أردوغان مرتبط بالتوترات التي تتصاعد بين أنقرة والدول الغربية.
وقال بيكين لإذاعة سبوتنيك، إن أردوغان "لم يعلن قط عن قطيعة مع الغرب، ولذلك أعتقد أن التعاون بين تركيا والغرب سيستمر في المستقبل"، معربا عن اعتقاده أن تركيا لن تتحول بشكل حاد في استراتيجيتها الخارجية، وسوف تلتزم سياسة متوازنة.
ورأى الجنرال بيكين أن الغرب الذي كان يمثله عدد محدود جدا في حفل التنصيب، تبنى منهج الانتظار والترقب تجاه تركيا.
وأوضح أن الغرب يدرك أنه يحتاج إلى تركيا. وعلى الرغم من وجود مشاكل وتناقضات خطيرة في العلاقات معها، فمن الواضح أن الغرب بحاجة إلى الحفاظ على علاقاته مع تركيا في كثير من المجالات، خاصة عندما يتعلق الأمر بضمان النظام في الشرق الأوسط.
من جانبه، رأى جان بايدارول، نائب رئيس جمعية دراسات الاتحاد الأوروبي والعولمة، أن الزعماء الغربيين تجاهلوا حفل تنصيب أردوغان حتى لا ينقلوا الانطباع بأنهم يدعمون سياساته، لافتا إلى أن أردوغان مدين بفوزه في الانتخابات لصورته زعيما وطنيا بتحدى الغرب.
وقال المحلل التركي: "إن أوروبا تحاول الآن أن تفهم ما إذا كان موقف أردوغان سيتغير خلال فترة ولايته الجديدة، مشيرا إلى إن مشاركة المجر وبلغاريا في حفل التصيب لا تشير إلى دعم كبير لأردوغان من الغرب.
ولفت بايدارول إلى أن أنقرة أغلق تفي وقت سابق وزارة شؤون الاتحاد الأوروبي، وهي هيئة حكومية تركية مسؤولة عن عملية الانضمام بين تركيا والاتحاد الأوروبي. وكان وجود هذه الوزارة رمزًا واضحًا لرغبة تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أنه يمكن اعتبار قرار السلطات التركية تحويل الوزارة إلى مؤسسة مستقلة رسالة من أنقرة إلى بروكسل بأن عضوية الاتحاد الأوروبي لم تعد من أولوياتها.
واستبعد بايدارول حدوث أي تحولات جدية في العلاقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب، ورأى أن ذلك يعتمد على كيفية عمل نظام الحكومة الجديد في تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!