ترك برس

أكد محللون  أتراك أن من غير المرجح أن تثمر سياسة العصا والجزرة التي تتبعها واشنطن تجاه أنقرة، نظرا لالتزام تركيا باستراتيجية خارجية ثابتة ومستقلة، ملمحين إلى أن انسحاب أنقرة من حلف الناتو هو مجرد مسألة وقت.

وقال المحلل الأمني التركي، جان أونفير، في حديث لوكالة سبوتنيك تعليقا على الخلاف الدائرة حول تسليم تركيا مقاتلات إف 35، إن تركيا تخيف إسرائيل اقتصاديا وجيوسياسيا.

وأضاف أونفير أن تركيا أظهرت في الآونة الأخيرة تركيا موقفا حازماً وثابتا في سياستها الخارجية يستند إلى أولوية مصالحها الوطنية، وهذا الوضع يثير مخاوف خطيرة في الولايات المتحدة والدول الغربية التي توجه نقد شديدا لتركيا، في حين تضطلع إسرائيل بدور المتحدث غير القابل للمساومة للمصالح الأمريكية في المنطقة.

وأبرز أونفير الدور الكبير الذي اضطلعت به أنقرة في تطوير مقاتلات F-35، معربا عن اعتقاده ​​أن الرئيس الأمريكي ترامب، لن يتخذ إجراء نحو وقف التعاون الأمريكي التركي، بغض النظر عن تهديدات الكونغرس.

وأوضح أن الولايات المتحدة لا تريد أن تفقد قواعدها العسكرية في انجرليك وكوريتشيك الجويتين، مستبعد أن تقدم واشنطن على اتخاذ هذه الخطوة الطائشة على حد قوله، بعد جربت الحرمان من استخدام القاعدتين في أعقاب الحظظر الذي فرضوه على توريد السلاح لتركيا عام 1974.

بدوره رأى دوغو برينجيك، زعيم حزب وطن اليساري والمرشح الرئاسي السابق ، أن تركيا لا يمكن اعتبارها عضوا في الناتو بالمعنى الحقيقي للكلمة، لأن التحالف يعد تركيا هدفا محتملا.

وأوضح أن الولايات المتحدة وإسرائيل واليونان وجمهورية قبرص تجري بانتظام تدريبات تستهدف الجيش التركي في شرق البحر المتوسط، ما يشير إلى أن تركيا ليست عضوًا فعليًا في حلف شمال الأطلسي، بل يعتبرها الحلف عدوا، ولذلك فإن انسحاب أنقرة من الناتو هو مجرد مسألة وقت.

وأشار برينجيك إلى أنه خلال عملية مكافحة الإرهاب في سوريا، أرسلت واشنطن ما يقرب من خمسة آلاف شاحنة محملة بالأسلحة إلى وحدات حماية الشعب (YPG)، التابعة لحزب العمال الكردستاني الإرهابي.

ووفقا للسياسي التركي، فإن صفقة شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسيةS-400 وضعت الأساس لانسحاب تركيا من معايير حلف الناتو من حيث التسلح والسيطرة العسكرية.

وأردف أن قرار شراء S-400 هو مؤشر واضح على أن تركيا تتبع استراتيجية دفاعية جديدة، وعلى ذلك فإن انسحاب تركيا من الناتو  سيكون أمرت حتميا في النهاية.