ترك برس
صعّد رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" من لهجته الانتقادية ضدّ زعيم حزب الشّعب الجمهوري المعارض "كمال كلشيدار أوغلو" الذي دعا المواطنين الأتراك للنّزول إلى الشّوارع والصّمود في وجه الحكومة التركية من أجل منعها إصدار حزمة قوانين الأمن الدّاخلي التي تهدف إلى حماية مصالح المواطنين من المخرّبين والأعمال التّخريبية، وذلك خلال مشاركته في مؤتمر حزب العدالة والتنمية في مدينة كسطامولو.
وفي هذا الصّدد أكّد داود أوغلو أنّ أحزاب المعارضة الثلاثة في البرلمان التركي، عارضوا حزمة الإصلاحات الأمنية قائلاً: " تذكّروا كيف عارضت الأحزاب الثّلاثة المعارضة حزمة الإصلاحات وعلى رأسهم زعيم حزب الشّعب الجمهوري. وقام كليشدار أوغلو بدعوة المواطنين إلى عرقلة هذه الإصلاحات. وهنا لا بدّ أن نوجّه له السّؤال التّالي. هل أنت زعيم حزب أم آلة لتحريض الشّعب على الحكومة".
وفيما يخصّ مسألة المظاهرات وحقّ المواطنين في التّظاهر، أفاد داود أوغلو أنّ الحكومة التركية لم ترفض حتّى الأن أي طلبٍ أتت من المواطنين من أجل التّظاهر، بل عملت على تخصيص أماكن معيّنة لإجراء مظاهراتهم، حيث أضاف في هذا السياق قائلاً: " إنّنا لا نعارض حقّ التّظاهر السّلمي ونعمل على تأمين أماكن للمتظاهرين. لكنّنا لن نسمح بدخول المحرّضين الذين يرتدون الأقنعة ويحملون على أيديهم قنابل المولوتوف إلى ساحات المظاهرات".
كما وجّه داود أوغلو انتقاداته إلى زعيم الكيان الموازي "فتح الله غولن" الذي يقيم في ولاية بنسيلفانيا الأمريكية واعتبره أحد أكثر المسيئين للدّولة التركية قائلاً: " إنّ هذا الشّخص من أكثر الناس الذين أساؤوا للدّولة التركية. فقد عمل على توبيغ دولتنا عندما أدلى بتصريحاتٍ لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. فهو يستغلّ الهويّة الدّينية لتنفيذ مخطّطاته العدائية ضدّ الدّولة التركي. وإنّني لا أرى في هذا الشّخص أي صفةٍ من صفات رجال الدّين".
وتطرّق داود أوغلو خلال معرض حديثه عن التّعديلات التي أجرتها حكومات حزب العدالة والتنمية خلال فترة 12 عام الماضية، حيث أوضح بأنّ النّساء المحجّبات أصبح بإمكانهنّ العمل في الدّوائر الحكومية، بعد أن كنّ لا يستطعن الدّخول إلى الجامعات بحجابهن، فقد قال في هذا السّياق: " إنّ إنجازات العدالة والتنمية واضحة للعيان، فالمواطنات الأتراك حرمن منذ عقود من دخول الجامعات بسبب إرتدائهن الحجاب. أمّا الان فقد أصبح بإمكان المحجّبات دخول البرلمان التركي وهنّ يرتدين الحجاب ويمارسن دورهنّ التّمثيلي بكلّ أريحيّة".
وفي ختام حديثه توجّه داود أوغلو بانتقاداته لرئيس جزب الحركة القومية "دولت باهتشلي" الذي كان يتسائل عن وجود قوّات حفظ الأمن ومكافحة الشّغب خلال أحداث الشّغب الأخيرة التي عمّت المناطق الجنوبية للبلاد بحجّة التّضامن مع أهالي بلدة كوباني السّورية قائلاً: " إنّ السيد باهتشلي كان يشتكي ويتسائل عن غياب سلطة الدّولة - حسب تعبيره - في المناطق الجنوبية أثناء أحداث الشّغب الأخيرة. وأنا أسأله هنا إذا كنت تشتكي من غياب الدّولة في المناطق الجنوبية، فلماذا تعارض حزمة قوانين الأمن الدّاخلي إذاً؟. فهذه الحزمة مُخصّصة لتقوية عناصر مكافحة الشّغب".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!