ترك برس
صرّح الرئيسُ رجب طيب أردوغان، يوم السبت 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، أن تركيا مصمّمة على إبرام اتفاقية التجارة الحرة مع أوكرانيا بحلول نهاية العام، مضيفًا أن البلدين يهدفان لإيصال حجم التجارة التبادلية بينهما إلى 10 مليارات دولار مع هذه الصفقة، وذلك في مؤتمرٍ صحفيٍّ مشتركٍ مع نظيره الأوكراني بترو بوروشنكو الذي عُقد بعد الاجتماع السابع لمجلس التعاون الاستراتيجي الرفيع المستوى المنعقد في إسطنبول.
أشار أردوغان إلى أن الإمبراطورية العثمانية كانت من أوائل الدول التي اعترفت بالجمهورية الأوكرانية الشعبية سنة 1918، وأنّ عام 2018 وافق الذكرى المئوية للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقال إن العلاقات بين البلدين ستستمرُّ في التحسن، وأن عدد السياح الذين وصلوا إلى تركيا من أوكرانيا في عام 2018، قد تجاوز المليون.
وقال االرئيس التركي إن القضايا الإقليمية نوقشت في الاجتماع، وأكّد على دعم تركيا القوي للسيادة الأوكرانية والسلامة الإقليمية والسياسية، وأضاف: "لقد أكّدنا مرارًا وتكرارًا أننا لن نعترف بالضمّ غير القانوني لشبه جزيرة القرم"، مضيفًا أن تركيا ستواصل حماية حقوق تتار القرم الذين يعيشون إمّا في القرم أو غادروا منذ الاحتلال.
كما أعرب عن أمله في إنهاء النزاع المسلح سريعًا وبشكلٍ سلميٍّ في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، وقال إن تركيا تراقبُ جهود بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي يرأسُها السفيرُ إيرتوزرول أباكان من تركيا، وأضاف أن تركيا تدعمُ برنامح الإصلاح في أوكرانيا. وأكّد أردوغان أن التعاون بين تركيا وأوكرانيا سيساهمُ في إنهاء وجود منظمة غولن الإرهابية في أوروبا الشرقية.
من جهته، أكّد بوروشنكو تصريحات أردوغان بشأن اتفاقية التجارة الحرة، قائلًا إنه أعطى تعليماتٍ واضحةً لتسريع استكمال المفاوضات للتوصل إلى اتفاق، وأضاف: "نحن واثقون من أن هذه الأرقام (أي نمو معدل التجارة بين البلدين بنسبة 20 في المئة، وزيادة الاستثمار بنسبة 20 في المئة، والنمو بنسبة 20 في المئة في عدد السياح الذين يزورون تركيا)، تعتبرُ إنجازًا هامًّا اليوم. لكننا، مع الرئيس (أردوغان) لدينا طموحٌ بأهدافٍ أكبر".
كما أعرب الرئيسُ الأوكرانيُّ عن أمله في مساعدة الوكالة التركية للتعاون الدولي والتنمية (TİKA) في إعادة بناء البنية التحتية في دونباس التي مزّقتها الحرب، وقال: "نحن نثقُ بتركيا وسنكون سعداء برؤيتها تسهم في السلام في دونباس من خلال إرسال قوات حفظ السلام في إطار بعثة الأمم المتحدة".
وحضر الاجتماع الذي عُقد في قصر يلدز في منطقة بشكتاش بإسطنبول، والذي دام قرابة ساعة وعشرين دقيقة، كلٌّ من وزيرة التجارة التركية روهصار بيكجان، ووزير الدفاع خلوصي أكار، ووزير الخزانة والمالية بيرات البيرق، ووزير العدل عبد الحميد غُل، ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، والمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن. ومن أوكرانيا حضر كلٌّ من النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الاقتصاد والتجارة الأوكراني ستيبان كوبيف، والمدعي العام يوري لوتزنكو، ونائب رئيس الوزراء جينادي زوبكو، ووزير الخارجية بافلو كليمكين بوروشنكو.
وقبل الاجتماع، عقد الزعيمان أيضًا محادثاتٍ ثنائية. وأبرم البَلَدان اتفاق تنمية وتعاون وقّعه كلٌّ من رئيس وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، سردار تشام، وكوبيف الأوكراني. كما وقعت رئاسة صناعة الدفاع التركية ومؤسسة "أوكروبورونبروم" الأوكرانية مذكرة تفاهمٍ بعد الاجتماع.
وفي أثناء وجوده بإسطنبول، وقع بوروشنكو أيضًا اتفاقًا مع البطريرك برثلماوس الأول من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية حول استقلال الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرنيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!