ترك برس

وجّه الرّئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إنتقاداتٍ شديدة اللّهجة لكلٍ من أحزاب المعارضة التركية وللكيان الموازي الذي يتزعّمه "فتح الله غولن" وذلك خلال خطابٍ ألقاه اليوم لدى مشاركته في حفل إفتتاح مجموعة من المشاريع التّنموية في مدينة بورصا التي يزورها بُغية تقديم الشّكر لأهالي المدينة الذين صوّتوا لصالحه في الانتخابات الرّئاسية التي جرت في 10 آب / أغسطس من العام الماضي.

وأفرد أردوغان قسماً كبيراً من حديثه لمسألة تغيير نظام الحكم في البلاد من النّظام البرلماني القائم إلى النّظام الرّئاسي، حيث أوضح في هذا الصّدد أنّ النّظام الرّئاسي سيساهم في تسريع عملية إتّخاذ القرار وسيخلّص البلاد من البيروقراطية التي عانت منها تركيا لسنوات عديدة حسب تعبيره.

وأضاف أردوغان في هذا السّياق بأنّ الانتخابات البرلمانية المقبلة تستحوذ على أهميّةٍ كبيرة لهذا الشّأن، مُبيّناً أنّه يجب على الحزب الذي يرغب في إتمام مسيرة تركيا الجديدة، الحصول 400 مقعد في البرلمان التركي كي يستطيع تحقيق أهداف تركيا المنشودة لعام 2023 ويتمكّن من تغيير النّظام القائم وتعديل الدّستور المعمول به في البلاد والذي يُعتبر نتاج إنقلاب عام 1980.

كما إنتقد أردوغان الأحزاب المعارضة التي ترفض تغيير نظام الحكم في البلاد، حيث وصفهم بالجهلة قائلاً: " إنّ الذين يعارضون تغيير النّظام القائم إلى النّظام الرّئاسي عبارة عن جهلة لا يدركون مدى فعالية النّظام الرّئاسي ومساهمته في نهضة البلاد على كافّة الأصعدة. إنّهم لا ينظرون إلى الدّول المتقدّمة. هناك العشرات من الدّول التي تتّبع النّظام الرّئاسي، هل تجدون في هذه الدّول أي نوعٍ من أنواع التّفرّد في السّلطة؟"

وأوضح أردوغان أيضاً أنّ النّظام الرّئاسي لا يعني غياب سلطة الرّقابة، وذلك رداّ على إدّعاءات زعماء بعض الأحزاب المعارضة وعلى رأسهم زعيم حزب الشّعب الجمهوري "كمال كليشدار أوغلة"

وتابع اردوغان إنتقاداته لرئيس حزب الشّعب الجمهوري، حيث ندّد بتصريحات كليشدار أوغلو التي دافع فيها عن هؤلاء المُقنّعين الذين ينزلون إلى الشّوارع بحجّة التّظاهر والمطالبة بالحريّة، حيث قال في هذا الخصوص: "إنّني أستنكر وأندّد بدفاع كليشدار أوغلو عن هؤلاء الذين يرتدون الأقنعة وينزلون إلى الشّوارع فينشرون الفوضى والخراب. إنّ كليشدار اوغلو يرى في نزول هؤلاء إلى الشّوارع حريّة وديمقراطية. وإنّنا نقول بأنّ الدّولة ستواجه هؤلاء ولن تسمح لأحد بالإخلال بأمن البلاد"

وفيما يخصّ الكيان الموازي والتّصريحات الأخيرة التي أدلى بها زعيم هذا التّنظيم "فتح الله غولن" إلى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية والتي إنتقد فيها  وضع صندوق تأمين ودائع المدخرات يده على إدارة بنك آسيا المؤيّد للكيان، تسائل أردوغان عن وظيفة غولن قائلاً: " أتعجّب من التّصريحات التي أدلى بها هذا الشخص لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. هل أنت رجل دين أم مدير بنك؟"

وفي هذا الصّدد نوّه أردوغان إلى نوايا إداريي صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ضدّ الدّولة التركية، وذلك في إشارةٍ إلى العلاقة بين غولن والجهات التي تعادي الدّولة التركية.

وفي نهاية حديثه أشاد أردوغان بأهميّة مدينة يورصا التّاريخية والحضارية، حيث ذكر عدداً من الأسماء اللامعة في المدينة عبر التّاريخ، كما أثنى على جهود مجلس بلدية المدينة الذي ساهم في تطوير البنية التّحتية والفوقية ورفع من مستوى صادرات مدينة بورصا قائلاً: " إنّني أقدّر الجهود المبذولة من قِبل قيادة بلدية مدينة بورصا التي عملت على تطوير المدينة وزيادة إزدهارها وجعل هذه المدينة مزكزاً هامّاً من المراكز السّياحية في بلدنا"

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!