ترك برس
تناول مقال لفلاديمير شيرباكوف، الكاتب في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، السيناريوهات المحتملة بشأن العملية العسكرية التركية المرتقبة في منطقة شرق الفرات شمالي سوريا، ضد ميليشيات انفصالية مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.
وتدعم الولايات المتحدة الأمريكية ميليشيات "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، وجناحها العسكري "وحدات حماية الشعب" (YPG)، رغم تبعيتها إلى تنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المصنف في قوائم الإرهاب.
والأربعاء قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "أكدنا ونؤكد أننا سنبدأ حملتنا لتخليص شرق الفرات من المنظمة الإرهابية الانفصالية في غضون أيام".
وأضاف: "نحن مصممون على تحويل شرق الفرات إلى منطقة آمنة وصالحة للعيش وتسليمها إلى أصحابها الحقيقيين، كما حققنا قبل ذلك الأمن والاستقرار في باقي مناطق سوريا".
وشدد الرئيس التركي على أهمية توفير الأمن في منطقة شرق نهر الفرات من أجل السماح للاجئين السوريين الذين يتواجدون في تركيا والبالغ عددهم 4 ملايين بالعودة إلى بلادهم.
وتابع: "إن السعي لتشكيل كيان إرهابي على حدودنا يعتبر عداءً كبيرًا لنا. لذلك سنسير مع أصدقاء بلدنا وأمتنا وليس مع الذين ينصبون لنا الفخاخ".
وجاء في مقال شيرباكوف أنه في الوقت نفسه، أشار الرئيس التركي إلى أن العملية لا تستهدف الأمريكيين. هذه ملاحظة مهمة، لأن العسكريين الأمريكيين هم الذين يدربون مقاتلي وحدات حماية الشعب. إلا أن الأشياء ليست بهذه البساطة: فلدى أنقرة ملاحظات جدية على واشنطن، التي، حسب رأيها، تؤيد لفظيا تركيا، ولكنها في الحقيقة تقاتل في سورية بعض الإرهابيين بأيدي إرهابيين آخرين. المقصود وحدات حماية الشعب.
وأضاف الكاتب، حسب وكالة (RT)، أنه في بداية السنة الجارية، كانت تركيا قد سحقت الأكراد في شمال سوريا: في سياق عملية غصن الزيتون، اكتسحت عفرين، أحد معاقل وحدات حماية الشعب.
الآن، على ما يبدو، جاء دور معقل آخر لوحدات حماية الشعب، بعد سقوطه سيغدو بلا معنى الحديث عن إنشاء حتى حكم ذاتي كردي في شمال سورية، ناهيكم بدولة منفصلة.
والسؤال الرئيس هنا ما الذي ستفعله الولايات المتحدة: "تسلم" حليفها الأخير في الحرب ضد "تنظيم الدولة"، أملاً في تحسين العلاقات مع شريكها في الناتو، أم تساند الأكراد.
في الحالة الأولى، يبدو وكأن واشنطن قادرة على استعادة العلاقة الطيبة مع أردوغان، وصولا إلى الحد الذي قد يتخلى فيه عن التعاون مع روسيا، في المجالات الاقتصادية والعسكرية التقنية.
أما في الحالة الثانية، فيصعب التنبؤ بعواقب النزاع بين عضوين في حلف شمال الأطلسي.
ووفقًا للكاتب الروسي، فإن "من عجيب المفارقات، هنا، أن السيناريو الثاني أكثر فائدة لموسكو، على الرغم من أن نتيجته قد تلغي أي إمكانية للحديث عن استعادة وحدة أراضي سوريا: فسيصبح شمالها بالتأكيد جنوبا لتركيا. الأمر الذي عبر عنه الرئيس أردوغان من أيام قليلة".
في سياق متصل، قال عبد القادر سيلفي، الكاتب في صحيفة "حرييت" التركية، في مقال، إن تأسيس دولة كردية في شرق الفرات هو مشروع يسعى لتنفيذه الغرب منذ مئة عام، وقد رفضت تركيا هذا المخطط قبل قرن من الزمن حتى عندما كانت في أضعف حالاتها، ولا يمكن أن تقبل به أنقرة اليوم قطعًا.
ويرى سيلفي أن أنقرة تسعى من أجل القيام بتحضيراتها وحساباتها، وضبط توازنها بشكل جيد. وتقف متحفزة بهدف انتهاز الفرصة المناسبة من أجل التدخل.
وكما أن إملاءات الغرب من أجل شرق الفرات لم تفلح في الماضي فهي لن تنجح في الحاضر أيضًا. وفوق ذلك، فإن أنقرة أقوى وأكبر عزمًا وثقة مما كانت عليه في أي وقت مضى. يقول سيلفي.
وفي وقت سابق، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إن الولايات المتحدة ترعى منظمات إرهابية على حدود تركيا، وعلى رأسها (PKK)، وذراعها السوري (PYD)، وترسل خبراء إلى معاقل المنظمة بجبال قنديل شمالي العراق، لتدريب الإرهابيين على استخدام أحدث الأسلحة.
وأشار صويلو إلى تزويد واشنطن تنظيم (PYD) بآلاف الشاحنات من الأسلحة. وأضاف أن الولايات المتحدة تأتي بعد ذلك وتقول "نحن حلفاء مع تركيا"، وشدد على أنه "لايمكن أن تكون هناك علاقة تحالف بهذا الشكل".
وحسب وكالة الأناضول التركية، لفت صويلو إلى أن الولايات المتحدة تدعم (PKK) من جهة، وتحاول خداع تركيا من خلال القول إنها "وضعت 3 إرهابيين على لائحة المطلوبين".
وشدد صويلو على أن أمريكا أيدت (PKK) و(PYD) وأنتجت (داعش)، واحتضنت كافة عناصر منظمة "غولن" الإرهابية، التي قامت بمحاولة انقلابية فاشلة في تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!