عمار الكاغدي - خاص ترك برس

لم يعد مهمّاً أن نعرف على وجه الدّقة ساعة الصّفر لانطلاق العمليّة العسكريّة التّركيّة المرتقبة شرق الفرات، ولكنّ المهمّ أنّها ستنطلق بالتّأكيد، والأهمّ من كلّ ما سبق أنّ العمليّة قد أسفرت بالفعل عن نتائجها ربّما حتّى قبل أن تبدأ!

فإذا كان الاستعداد للحرب يمنع الحرب، فواقع الحال أنّ المكالمة الهاتفيّة الأخيرة بين الرّئيسين التّركيّ والأمريكيّ حسمت جانباً خطيراً من الصّراع المرتقب.

فبالنّسبة لتركيا، ربّما كانت الحرب لتنشبَ ويتطايرَ شررها بواقعٍ هو أقرب إلى العبثيّة منه إلى الحرب الخاطفة، الأمر الذي لا يعني خصوم تركيا في شيء ما داموا بالأصل كيراً مُحاطاً بالشّرر تنفخ فيه أمريكا لينفث سمومه على تركيا، وهو ما حذّر منه خبراء عسكريّون بالفعل، مع عدم إمكانيّة المقارنة طبعاً بين الجيش التّركيّ وخصومه على الجانب الآخر بأيّ حال.

فالجديد إذن أنّ نافخ الكير الأمريكيّ قد أعلن تراجعه مخلّفاً وراءه كلّ شيء بمعنى الكلمة، وهو ما حسمته القيادة التّركيّة خلال السّاعات الماضية بالتّوصّل مع ترمب إلى قرار سحب القوّات الأمريكيّة بعيداً عن ضوضاء وسائل الإعلام التي كان قصارى جهدها إطلاق التّكهّنات ذات الصّبغة العجائبيّة حول سبب تأخير العمليّة العسكريّة المرتقبة غير مدركين أنّها قد حُسمت بالفعل!

عن الكاتب

عمار الكاغدي

كاتب سوري