نديم شنر – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
أعلنت أمريكا أنها ستنسحب من سوريا، ووضعت جدولًا زمنيًّا. بطبيعة الحال، هذا تطور مفاجئ من جهة، وإيجابي بالنسبة لتركيا من جهة أخرى. لكن لأن من أعلن أنه سينسحب هو أمريكا فالتحفظ واجب.
أولًا يمكننا أن نقدم الكثير من الأمثلة عن وعود قطعتها ولم تلتزم بها. ثانيًا، هذا "الانسحاب"، هل هو انسحاب بالفعل أم تغيير مكان وموقع؟
لهذا يجب قراءة بيان البيت الأبيض بشكل جيد.
البيان الرسمي
يقول البيان:
"قبل خمسة أعوام، كان داعش قوة كبيرة وخطيرة جدًّا في الشرق الأوسط، والآن هزمت الولايات المتحدة الأمريكية هذه الخلافة الإقليمية..
لا تشير الانتصارات التي تحققت ضد داعش في سوريا، إلى انتهاء التحالف الدولي أو المكافحة التي يقوم بها. مع الانتقال إلى المرحلة الثانية من هذه المكافحة نبدأ بعودة قواتنا إلى الولايات المتحدة.
الولايات المتحدة وحلفاؤنا مستعدون للتواصل مجددًا على جميع المستويات وكلما اقتضى الأمر من أجل حماية المصالح الأمريكية..".
من أجل تقبل الانسحاب غير المشروط للولايات المتحدة من سوريا يتوجب أولًا التصديق بأن هدفها الحقيقي من الوجود في هذا البلد هو مكافحة داعش.
لكن هل هو كذلك؟ بالطبع لا. كانت واشنطن تريد تأسيس دولة إرهابية في شمال سوريا يحكمها بي كي كي/ بي واي دي على طول الحدود التركية، بذريعة "أمن إسرائيل". وليس هناك مؤشرات عن تراجعها عن هذا الهدف.
ما الغاية الحقيقية من الانسحاب؟
لو أن غاية واشنطن الحقيقية القضاء على داعش لكانت نفذت عملية شاملة ضد منطقة صغيرة بقي فيها عدد قليل من عناصر التنظيم، وحلت بذلك المشكلة تمامًا.
هل تركها الوضع على هذا الحال خطوة شكلية من أجل العودة وربما بقوة؟ بيان البيت الأبيض يتحدث عن الانتقال إلى مرحلة جديدة، وعن حماية المصالح الأمريكية والتواصل مع من سماه حليفًا بي كي كي/ بي واي دي.
هناك قضيتان بخصوص أمريكا "أتمنى أن أكون مخطئًا فيهما".. الأولى هي أنها لن تسلم تركيا زعيم تنظيم "غولن"، والثانية هي أنها لن تقطع علاقتها مع بي كي كي/ بي واي دي. بالنظر إلى سجل الولايات المتحدة يستحيل على المرء التفاؤل.
ومن يعتقدون عكس ذلك، عليهم الإجابة عن السؤال التالي: هل ستسترد الولايات المتحدة، كما وعد وزير دفاعها المستقيل، الأسلحة التي أرسلتها إلى بي كي كي/ بي واي دي خلال 6 سنوات على متن 20 ألف و700 شاحنة، وألفي طائرة؟ أم أنها سوف تغض الطرف عن استخدام بي كي كي/ بي واي دي تلك الأسلحة والمتفجرات في أنشطته الإرهابية بتركيا..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس