أوكان مدرس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
بعد الحديث مع أكثر المسؤولين المخولين يمكنني القول إن الوحدات العسكرية التي حشدتها القوات المسلحة التركية في أربع مدن تقع على خط يمتد بموازاة منبج الواقعة غربي نهر الفرات حتى شرقي النهر في سوريا، تؤكد عزم أنقرة على تنفيذ عملية عسكرية.
يدرك الجانب الروسي على وجه الخصوص موقف تركيا غير المتهاون في مسألة مكافحة الإرهاب، ويبدي عناية من أجل تجنب وقوع أزمة مصنعة ميدانيًّا.
في مثل هذه الظروف، وجه مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الأمن القومي جون بولتون وهو في طريقه إلى أنقرة رسائل محملة بشروط مسبقة، ما يدل على أن المفاوضات ستكون صعبة بين البلدين.
بيد أن استعدادات الجانب التركي تتميز بأنها من نوع سيزعزع القواعد الموضوعة من الجانب الأمريكي. بالنتيجة ليس لدى تركيا مشكلة مع العناصر الكردية التي تعيش في علاقات متداخلة معها في هذه المنطقة.
كما كان الحال بالأمس، تعتبر أنقرة الأكراد عنصرًا أصيلًا منها وقريبًا لها، وترى في نفسها حامية له. لكن ليس لديها أي تردد في مسألة إحباط ألاعيب المجموعات الإرهابية لوحدات حماية الشعب، المسلحة من جانب الولايات المتحدة، على طول حدودنا على المدى الطويل.
تركيا لا تعتبر إرهابيي وحدات حماية الشعب مثل بقية الأكراد العاديين، وهي تسعى للجلوس على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، وفي جعبتها خطة جاهزة من أجل جمع الأسلحة الممنوحة لهذه الوحدات، بل حتى شرائها ودفع ثمنها.
إليكم معلومة ساخنة أخرى..
عندما نُشر قرار الولايات المتحدة بسحب قواتها من سوريا، أوقفت الدبلوماسية السياسية والعسكرية والاستخبارية تقدم وحدات حماية الشعب مع قوات النظام المتحالفة معها نحو منبج.
وبينما قام المسؤولون العسكريون الروس بزيارة إلى القادة الأتراك في الميدان، أجرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) اتصالًا مباشرًا مع أنقرة، زادت واشنطن في أعقابه دوريات مقاتلاتها في المنطقة على حين غرة.
باختصار..
بيما تكتسب صياغة الدستور والعملية السياسية زخمًا في سوريا، سترد تركيا بتدخل عسكري حاسم إزاء خلق أي أمر واقع في شمال شرق سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس