ترك برس
تباينت آراء الخبراء والمحليين بشأن أسباب عدم كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن جميع الأدلة التي بحوزة السلطات التركية فيما يتعلق بجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، على يد مسؤولين مقربين من ولي العهد السعودية محمد بن سلمان.
وناقش خبراء خلال برنامج على قناة الجزيرة تصريحات أردوغان التي أكد فيها أن بلاده لديها أدلة مهمة تكشف تفاصيل بالجريمة التي لا تزال محل تساؤل.
وتساءلت الجزيرة ما الذي لا يزال بحوزة الأتراك من أدلة؟ وماذا ينتظرون لكشفها؟ ولماذا يرفض الرئيس الأميركي الاستجابة لطلب المشرعين ببلاده الكشف عن نتائج التحقيقات التي خلصت إليها إدارته بشأن الجريمة؟
ومرت قرابة أربعة أشهر ونصف الشهر على جريمة اغتيال الصحفي السعودي خاشقجي بقنصليّة بلاده في إسطنبول، ورغم اعتراف السعودية -بعد مماطلة- بوقوع الجريمة بقُنصليتها، فإن ملف القضية لا يزال مفتوحا.
فالمجرم الرئيسي لم يتم الكشف عنه ومصير جثة الضحية لا يزال مجهولا، وما زالت تركيا تتهم السعودية بالمماطلة وتهددها بكشف المزيد من الأدلة إن لم تبادر هي -أي الرياض- لفعل ذلك.
الصحفي التركي رسول سردار أتاش، رأى أن الأدلة التي تحدث عنها أردوغان مؤخرا تكشفت من خلال التحقيقات التركية المتواصلة والمشتركة مع جهات أممية بشأن الجريمة.
وأوضح أن أردوغان لا يستطيع كشف كل ما لديه من أدلة لأن التحقيقات لا تزال مستمرة، كما أنه لا يريد أن يكشف عن هذه الأدلة حاليا حتى لا تتمكن الأطراف المعنية الأخرى من توظيفها أو الالتفاف عليها.
ورفض أتاش اتهام السعودية لأنقرة بأنها لم تكن متعاونة بالتحقيق وأنها لم تتبادل معها كافة المعلومات، وأكد أن السلطات السعودية هي التي تملك من البداية كافة المعلومات والحقائق، لأنها هي من نفذت الجريمة، وبالتالي هي المطالبة بأن تكشف للعالم الآن من الذي أمر بالقتل؟ وما مصير جثة خاشقجي؟
بدوره رأى أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية حسن البراري أن أردوغان لا يزال يرسل رسائل للرياض، ويمنحها الفرص لكشف كل ما لديها من معلومات قبل أن يضطر هو لفعل ذلك، مما يزيد موقفها تعقيدا وصعوبة.
وأشار البراري إلى أن هذا الأسلوب اتبعته تركيا منذ البداية، وقد نجحت في إجبار الرياض على تعديل روايتها بشأن الجريمة مرات عدة، بدءا من الإنكار المطلق، وصولا للإقرار بارتكاب الجريمة البشعة.
والآن -حسب البراري- السعودية مطالبة بالإجابة على الأسئلة الأصعب: من الذي أمر بالقتل؟ وأين الجثة؟ لذلك فلا بأس من عودة تركيا لاستخدام الأسلوب نفسه وانتظار ردة فعل الطرف السعودي.
البراري أكد أن صبر أردوغان على مماطلة السعودية ليس بلا نهاية، ولم يستبعد أن يكون ترامب يخطط لتوظيف هذه الأدلة والكشف عنها في مرحلة ما حيث تكون الرياض قد استنفدت جميع الفرص التي أتاحتها تركيا لها للاعتراف، ولا مجال أمامها لمزيد من التهرب والمماطلة.
ولكن ماذا عن دور الكونغرس الأميركي بشأن مقدرته على الضغط على الرئيس دونالد ترامب وإجباره على الكشف عن نتائج التحقيقات التي توصلت إليها الإدارة الأميركية بشأن الجريمة ورفع الغطاء عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يؤكد الكونغرس والاستخبارات أنه هو الآمر بارتكاب الجريمة البشعة؟
البراري قال إن الكرة في ملعب الكونغرس، فهو الذي يستطيع إجبار ترامب على كشف الحقائق كاملة، وفقًا لقانُون "ماغنيتسكي"، من خلال اللجوء للقضاء أو كافة طرق الضغط على ترامب، والإبقاء على القضية حية في الصحافة الأميركية.
من جانبه أشار الكاتب الصحفي تيم كونستاين إلى أن القانون الأميركي لا يجبر الرئيس على كشف ما لديه من معلومات إذا طلب الكونغرس ذلك، حتى لو كان الطلب بموجب "ماغنيتسكي".
ولم يستبعد كونستاين أن ترامب لا يريد بالمرحلة الحالية خسارة السعودية، خاصة أن مستشاره وصهره جاريد كوشنير يعول كثيرا على دور الرياض لتمرير صفقة القرن بالشرق الأوسط، "فقد تكون الإدارة تساوم بن سلمان على دعمه لصفقة القرن بما لديها من حقائق بشأن جريمة خاشقجي".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!