د. زبير خلف الله - خاص ترك برس
بعد عملية الإبادة في الباغوز التي استخدمت فيها أسلحة دمار ممنوعة دوليا وراح ضحيتها مئات المدنيين حرقا بذريعة إنهاء تنظيم الدولة الارهابي انتقلت الولايات المتحدة بقيادة المتطرف ترمب فعليا إلى إقامة كيان سياسي في المنطقة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية لمنع تركيا من إقامة المنطقة العازلة على عمق ثلاثين كيلومتر.
المؤشرات تدل على أن المنطقة ستشهد توترا أكبر وسيحتدم الصراع بين محورين أساسيين محور تركيا روسيا وإيران وبين محور أمريكا والسعودية والإمارات والكيان الصهيوني ومصر.
وعلى الرغم من عدم وجود تناغم قوي في المقاربات تجاه المنطقة داخل المحور الأول إلا أن ضروريات المرحلة تجعلهم في حاجة للتقارب من أجل الوقوف ضد المحور الثاني الذي يعيش هو أيضا تنافرا في المقاربات غير أن هناك سببا قويا يساهم في تقويته وهو العداء لإيران وتركيا ومحاولة ضربهما والتقليل من دورهما في المنطقة.
الدور الذي تلعبه الإمارات والسعودية ومصر هو دور وظيفي وتنفيذ للمخططات الأمريكية والصهيونية وبالتالي فإن حجم المؤامرات سيكون كبيرا لأن مثل هذه الدول المنعوتة عربية باتت مطبعة بالكامل مع الكيان الصهيوني وباتت سببا للدمار والانهيار في اليمن وسوريا وليبيا وعدة مناطق عربية وإقليمية ودولية.
في المرحلة القادمة سيشتد الصراع بين تركيا التي بدأت في تشكيل منطقة عازلة وبين أمريكا التي بدأت في تشكيل كيان سياسي مضاد.
وقد بدأت مؤشرات الحرب ضد تركيا من خلال تراجع الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي في محاولة من أمريكا لضرب تركيا في المرحلة الأولى في نقطة ضعفها وهي العملة التي ما زالت تعاني إلى يومنا هذا ضعفا وعدم القدرة على الخروج من حالة الضعف.
الصراع القادم سيكون بطابع اقتصادي وعسكري وتدخل في شؤون الدول عن طريق الوكلاء.
هناك قوى وظيفية محلية في هذه الحرب ستلعب الدور الأكبر في الحرب ضد تركيا وإيران وهي الإمارات والسعودية ومصر على الجانب العربي وقوى سوريا الديمقراطية والبي كي كي على الجانب الكردي مما يسهل الأمر على القوات الغازية سواء أمريكا وروسيا والكيان الصهيوني الذين سيلعبون دور التخطيط والدعم اللوجستي فقط أما تمويل الحرب فستتولى السعودية والإمارات بذلك.
منعطف خطير تمر به سوريا بشكل خاص والمنطقة بشكل عام.
ومن عجائب هذه الحرب أن الأموال عربية والقتلة عرب والمقتولين عرب ومسلمين والحرب تدور على أرض العرب والمسلمين. أما المستفيدون فهم الأمريكان والروس والصهاينة.
ظهور ترمب البارحة وفي يده خريطة تبين المناطق التي فيها القضاء غلى تنظيم الدولة الإرهابي هو في الحقيقة خريطة للكياني السياسي الذي ستؤسسه الولايات المتحدة في سوريا والذي ستشرف عليه ميليشيات سوريا الديمقراطية وتنظيم بي كي كي.
خريكة الكيان السياسي الموعود باتت جاهزة وتأسيسه انطلق فعليا بعد عملية الإبادة والمحرقة الكبرى التي وقعت في صفوف المدنيين العزل وراح ضحيتها المئات من المدنيين حرقا بوسائل دمار محرمة دوليا.
المشهد السوري بات معييارا لتقييم طبيعة الصراع في العالم وينذر بملامح حرب دولية في المنطقة. ويمكننا القول إن الحرب بدأت فعليا متبعة استراتيجية حددتها الولايات المتحدة ضد تركيا أولا ومن ثم ضد إيران ثانيا...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس