ترك برس
أشارت صحيفة روسية إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد يتطرق خلال زيارته المرتقبة إلى موسكو بعد أيام، إلى موضوع شراء منظومة صواريخ "إس500"، رغم الخلاف القائم بين تركيا والولايات المتحدة حول صواريخ "إس400".
جاء ذلك في مقال بعنوان "أردوغان يريد إس 500: الصواريخ الروسية تُسقط العلاقات التركية الأمريكية"، نشرته صحيفة "أوراسيا ديلي"، حول "وصول العلاقات بين واشنطن وأنقرة إلى القاع"، ومحاولات تركيا "تعزيز قوتها وتخلصها من التبعية للغرب".
وذكرت الصحيفة أن تركيا خطت خطوة أخرى في طريق شراء أحدث أنظمة صواريخ "بروميثيوس" S-500 الروسية المضادة للطائرات، والتي سوف تدخل في تسليح الجيش الروسي في العام 2020، وفق ما أوردت وكالة (RT).
ففي نهاية الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، أكد زعيمه، الرئيس رجب طيب أردوغان، وفقا لمصادر "أوراسيا ديلي" في أنقرة، في أوساط مستشاريه، على توقيع عقد أسلحة كبير جديد مع موسكو، هذه المرة يخص إس 500.
من المتوقع أن تتضح بعض أسئلة الزعيم التركي حول إس 500 خلال زيارته لموسكو ومباحثاته مع فلاديمير بوتين. ففي الـ 8 من أبريل، سيعقد اجتماع لمجلس التعاون الثنائي على أعلى مستوى في العاصمة الروسية. قد يتم خلاله التطرق إلى موضوع إس500 ، ولكن من غير المرجح عقد اتفاقات ملموسة في هذه المرحلة.
وفقا لمحاوري "أوراسيا ديلي"، وضعت أنقرة نصب أعينها مهمة تنفيذ العديد من المشاريع الكبرى وإبرام عقود ضخمة، بالتزامن مع الذكرى المئوية للجمهورية التركية.
فبحلول العام 2023، ينتظر تشغيل أول محطة للطاقة النووية على الأراضي التركية التي تقوم "روس آتوم" ببنائها، وتوسيع خط أنابيب غاز السيل التركي، ليشمل أوروبا، واستكمال صفقة إس 400، وتوقيع صفقة إس 500 جديدة.
هذا كله تقريبا أعدته الحكومة التركية وأردوغان شخصيا للحد من الاعتماد الاقتصادي والتكنولوجي والعسكري والسياسي على الغرب. تقول الصحيفة الروسية.
يلاحظ الخبراء الأتراك وصول العلاقات بين أنقرة وواشنطن إلى "القاع". ويشاركهم تقييماتهم إلى حد كبير المحللون الأمريكيون. فيما يحذر المعلقون في أنقرة من أن يزيد فرض عقوبات محتملة من جانب البيت الأبيض ضد أنقرة بسبب شراء إس 400 وتوجه أردوغان لشراء إس 500 من تفاقم مشكلة الثقة بينهما.
يشار إلى إن العقوبات أو التهديد باستخدامها لا يعززان التحالفات، بل يمكن أن يزيدا من الشكوك، وحتى إذا نجحت على المدى القصير، فإنها على المدى المتوسط والطويل، يمكن أن تدفع حليف الناتو إلى البحث عن شركاء بديلين في صناعته العسكرية.
في السياق، يرى الكاتب والسياسي التركي طه أوزهان، في مقال نشرته صحيفة "عربي21"، أن تركيز واشنطن على أمر منظومة S-400 عمّق من الأزمة بين الطرفين، مما ترك تركيا أمام ثلاثة خيارات.
الخيار الأول، وفق أوزهان، هو أن بإمكان تركيا أن تتخذ قرارا راديكاليا بالتخلي عن الشراء، وهذا لن يكلفها أكثر من التزاماتها المالية إزاء الإخلال باتفاقيتها مع روسيا.
وإذا ما أخذنا بالاعتبار التطور السريع في العلاقات السياسية والتجارية والعسكرية بين البلدين، فإن من الممكن أن يتعاون الطرفان على إدارة هذه المسألة بشكل عقلاني. يقول أوزهان.
وأضاف: "يتمثل الاحتمال الثاني في اتخاذ واشنطن لخطوات راديكالية توقف بموجبها أشكال التعاون الأمني كافة مع أنقرة. يذكر في هذا الصدد أن رد فعل الولايات المتحدة على شراء تركيا لمنظومة S-400 كان صارخا، وتضمن الإعلان عن منع تسليم طائرات F-35 التي اشترتها تركيا ودفعت ثمنها.
إلا أن مثل هذا التطور لن يؤدي فقط إلى إشعال فتيل أزمة سياسية خطيرة مع تركيا، بل وسيؤدي كذلك إلى خلق حالة من عدم الثقة لدى جميع البلدان التي تشتري السلاح من واشنطن".
وأما الخيار الثالث، الذي يبدو أكثر احتمالا من الخيارين السابقين، فهو -يضيف أوزهان - المضي قدما في شراء تركيا لمنظومة S-400، شريطة أن تجد حلا تقنيا للتوفيق بين أنظمة الناتو ومنظومة S-400 الروسية لحماية العلاقات الجيوسياسية والعسكرية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!