ترك برس
نشر موقع المونيتور تقريرا للمحلل الأمني، متين غورجان، رأى فيه أن قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في أوساكا باليابان يومي 28 و29 حزيران/ يونيو قد تكون الفرصة الأخيرة لأنقرة لتجنب الدخول في أزمة مع الولايات المتحدة بسبب صفقة الصواريخ الروسية إس 400، ولا سيما بعد اللهجة العنيفة التي استخدمها وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة في رسالته إلى نظيره التركي.
ويوضح غورجان أن أنقرة تأمل أن يكون اجتماع ترامب-أردوغان في أوساكا وسيلة للتغلب على الأزمة، حتى أن هناك خططا لحشد دعم الهند التي قررت شراء الصواريخ الروسية، مما يعرضها أيضا لفرض عقوبات أمريكية بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا (كاستا).
ويلفت غورجان إلى أن ثمة فارقا بين تركيا والهند فيما يتعلق بصفقة الصواريخ الروسية، فبينما ستتسلم تركيا الدفعة الأولى من إس 400 في يوليو/ تموز المقبل، من المقرر تسليم الهند في عام 2020. كما أن الهند على عكس تركيا، لم تسدد أي مدفوعات بعد، وهي ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي.
ويقول المحلل الأمني، أردا مولود أوغلو، إن خطاب وزير الدفاع الأمريكي يحتوي على عنصرين مهمين:
أحدها، إعلان موعد نهائي لتركيا لإلغاء الصفقة مع روسيا في 31 يوليو، والآخر هو أنه يعلن أن بعض العقوبات الملموسة أصبحت سارية بالفعل، ويقدم خريطة طريق لاستبعاد تركيا من برنامج إنتاج المقاتلة الشبح إف 35.
ويشير غورجان إلى أن لغة خطاب وزير الدفاع الأمريكي تكشف أن الولايات المتحدة ترفض أي حل وسط كأن تتسلم تركيا الصواريخ ولا تنشرها أو تنشرها في دولة ثالثة.
ووفقا لغورجان، فإن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة لتطورات الأزمة: الأول أن تلغي تركيا شراء الصواريخ الروسية مباشرة.
ويرى المحللان ليفينت أوزغول، وأردا مولود أوغلو أن هذا هو السيناريو الأكثر ترجيحًا، ولكن أوغلو يقرر أن قرار الإلغاء لن يكون ممكنا إلا في في حالة نشوب أزمة خطيرة غير متوقعة في العلاقات التركية الروسية.
ويمكن أن يكون الخيار الثاني، وهو سيناريو غير محتمل، وفقا لغورجان، تسلم وتشغيل بطاريات الصواريخ الروسية كما تم الاتفاق مسبقًا. ويعني هذا السيناريو استبعاد تركيا من برنامج إنتاج وشراء المقاتلة إف 35، وتنفيذ عقوبات كاستا، وتعليق توفير قطع الغيار للمعدات والأسلحة الأمريكية المتحدة؛ وإنهاء التعاون في التدريب العسكري ومع صناعة الدفاع التركية. ويتوقع هذا السيناريو أن تقوم تركيا أولًا بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة بسبب أزمة إس 400 ثم مع الكتلة الأمنية الغربية.
ويضيف أنه في هذه الحالة سوف تتردد الدول الأوروبية والصناعات ذات الصلة في التعاون مع تركيا. ويشير أردا أوغلو إلى ألمانيا وفرنسا وإيطاليا كمثال على البلدان التي قطعت تعاونها الدفاعي مع روسيا بناء على نصيحة الولايات المتحدة، حيث رفضت فرنسا تسليم روسيا حاملتي طائرات من طراز ميسترال دفعت روسيا ثمنهما بالفعل.
ويقول مولود أوغلو إن السيناريو الأكثر ترجيحًا قد يكون قطيعة جزئية في العلاقات الأمريكية التركية. ووفقا لهذا السيناريو، ستتسلم تركيا منظومة الصواريخ الروسية، لكنها ستواجه المرحلة الأولى من العقوبات التي سيفرضها الكونغرس الأمريكي.
ويفترض هذا السيناريو أن التعاون العسكري الأمريكي التركي وفي مجال الصناعات الدفاعية سوف يستمر في بعض المجالات لملء الفجوة التي أوجدها استبعاد تركيا من برنامج F-35، حيث يمكن للولايات المتحدة أن تسمح لتركيا بشراء قطع غيار لصيانة المخزون الحالي من طائرات F-16 وتحديثها بالوسائل المحلية وحتى السماح لتركيا بشراء F -16s. وهكذا يمكن أن تستخدم تركيا طائرات F-16 لمدة 15 إلى 20 سنة أخرى.
ويشير المحلل أوزغول إلى حل آخر ممكن، وهو نشر بطاريات إس 300 في مدينة أنابا الروسية التي ينطلق منها خط أنابيب الغاز الروسي إلى تركيا "التيار التركي" دون أي تكلفة إضافية لحماية خط الأنابيب. وقد يتم تعيين فريق مراقبة تركي في أنابا. وهذا الحل لا يفرض أي عيوب استراتيجية إضافية على الأطراف.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!