ترك برس
مع اقتراب موعد إعلان شركة فولكس فاغن الألمانية العملاقة للسيارات عن موقع بناء مصنعها الجديد، تُجري تركيا مفاوضاتٍ معها في محاولةٍ لجذب هذا المصنع إليها، في حين تبرز تركيا وبلغاريا كأقوى مرشّحين لبناء هذا المصنع.
ومن المقرر أن تصدر شركة فولكس فاغن القرار النهائيّ بشأن مكان بناء مصنعها الجديد في اجتماع مجلس الإشراف للشركة في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر. في مقابلةٍ مع جريدة "فرانكفورتر تسايتونغ" الرائدة في ألمانيا، أوضح رئيس مكتب الاستثمار الرئاسيّ التركي، أردا إرموت، مزايا اختيار فولكس فاغن لتركيا للاستثمار في المصنع الجديد.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أعلنت شركة فولكس فاغن أنها ستستثمر 44 مليار يورو (49.45 مليار دولار) في السيارات الكهربائية ونظم القيادة الذاتية والتقنيات الرقمية للسنوات الخمس القادمة، موضحةً أنه سيتمُّ تخصيص نحو 30 مليار يورو من هذا الاستثمار لتطوير سيارة كهربائية. كشفت الشركة أيضًا عن إنتاج سيارات سكودا كاروك وسيات أتيكا النموذجية تحت شعار فولكس فاغن في المصنع الجديد المقرّر افتتاحه في أوروبا الشرقية.
وتملك تركيا فرصةً كبيرةً لاستضافة المصنع من حيث العوامل الجاذبة للاستثمار في مجال صناعة السيارات، مثل الموارد البشرية المؤهّلة، والقدرة على الصناعة الفرعية، والحلول اللوجستية، والحجم الكلّيّ للسوق وفرص التصدير إلى البلدان المجاورة، بالإضافة إلى ذلك، في منتصف كانون الثاني/ يناير، وافقت شركة فولكس فاغن على إنتاج حافلاتٍ صغيرةٍ في مصانع فورد في تركيا.
تحدّث إيرموت عن المنافسة المستمرّة بين تركيا وبلغاريا على منشأة الإنتاج الجديدة. وعند إجراء المفاوضات الجارية مع فولكس فاغن، سلّط إيرموت الضوء على مزايا تركيا واقترح بيع أرض مملوكة لشركة "أوبل" في في منطقة توربالي بولاية إزمير، الأمر الذي أثار ضجّةً في المنطقة.
ومن غير الواضح أين سيتمُّ بناء المصنع الجديد لتصنيع سيارات سكودا وسيات، لكن المحادثات ما زالت جاريةً بشأن الأرضٍ التي تبلغ مساحتها 40 هكتارًا والواقعة بالقرب من إزمير، التي كانت تشغلها شركة "أوبل" الألمانية حتى عام 2001.
وذكرت صحيفة فرانكفورتر الألمانية أن ربط الأرض بشبكة السكك الحديدية في إزمير كان مدرجًا أيضًا على جدول الأعمال، وكتبت الصحيفة أن خطة الحوافز التي قدّمتها الحكومة التركية والتي بلغت قرابة مئة مليون يورو تمّت مناقشتُها أيضًا خلال الاجتماعات.
وسعيًا لضمان عدم بقاء منشآت أوبل في وضع الخمول وتنشيط حركة صناعة السيارات في المنطقة، قال رئيس غرفة تجارة توربالي (TTO)، عبد الوهاب أولغون، إن منطقة توربالي كانت المكان الأكثر جاذبيةً في المنطقة من خلال الوصول السهل منها إلى الموانئ وشركات الطيران والسكك الحديدية.
وقال: "لدينا خبرةٌ في تصنيع السيارات. نحن في وضعٍ فريدٍ من نوعه في كلٍّ من تركيا ومنطقة البلقان من حيث الخدمات اللوجستية والعمالة وصناعة التوريد"، مشيرًا إلى أن الأرض المقصودة في توربالي لديها العديدُ من المزايا من حيث كلٍّ من المعدّات والنقل لاستثمارٍ بهذا الحجم.
وأضاف: "في الوقت الحاليّ، يوجد في مدينتنا 750 منشأة إنتاج، منها 54 رأس مال أجنبي. وتقدر صادرات الشركات العملاقة الموجودة في توربالي مثل فيليب موريس، وغروب أتلانتيك، ومجموعة إم أس سي أوتيكر، بقيمة مليار دولار، تصل إلى أكثر من مئة دولة".
وتابع أولغون قائلًا: "كانت توربالي، التي كانت سابقًا المنشأة ذات القدرة الأكبر لإنتاج أوبل، هي المنطقة الاستثمارية الأكثر ملاءمةً لفولكس فاجن أيضًا. تمرُّ الطرقُ السريعةُ عبر مدينتنا. وهي تقع على خطّ السكك الحديدية عالية السرعة، وتبعدُ 25 كيلومترًا عن مطار عدنان مندريس، وعلى بعد 40 كيلومترًا من ميناء ألسانجاك، بالإضافة إلى ذلك، فإن منطقتنا متّصلةٌ بمشروع طريق اسطنبول - إزمير السريع، حيث بالمحصلة تمثّل القوة العاملة الكافية وتوافر المناطق المناسبة للتصنيع عامل جذبٍ رئيسيٍ للاستثمارات، كما تُعدُّ إزمير منطقةً رائدةً في صناعة السيارات".
يذكر أن شركةُ أوبل تأسست في تركيا عام 1989 كشركةٍ برأسمال أجنبية بنسبة مئة في المئة باستثماراتٍ تبلغ نحو 23 مليون دولار. كان مصنع أوبل واحدًا من الشركات التجارية المرموقة التي استضافتها توربالي. وكان هذا هو ثالث مصنعٍ للسيارات في تركيا بعد رينو وتوفاش. وفي عام 1990، وهو العام الذي تمّ فيه تشغيلُ المصنع، جمعت أوبل ألفًا و156 سيارة في هذه المنشآت. وقد تجاوز هذا العدد 6 آلاف في السنة بعد ذلك، ووصل إلى 9 آلاف في عام 1992 وارتفع إلى أكثر من اثني عشر ألفًا في عام 1993.
في عام 1993، بدأت شركة أوبل تركيا بالاستيراد. وفي السنة الأولى، تمّ استيرادُ 6 آلاف و630 سيارة. وقد أثرت الأزمة الاقتصادية التي وقعت في العام التالي على أوبل، لينخفض نخفض عددُ السيارات المجمّعة في منشآت توربالي إلى 6 آلاف و226 سيارة، أي نصف العام السابق.
من ناحيةٍ أخرى، انخفضت الوارداتُ إلى الثلث، حيث بلغت 802 ألفًا. في عام 1995، ظلّت هذه الأرقامُ على حالها تقريبًا. ومع قدرة إنتاج سنويةٍ تصلُ إلى 10 آلاف وحدة، لم يستطع المصنعُ تحمّل الأزمة الاقتصادية بعد ذلك واضطرّ إلى إيقاف التشغيل في عام 2000. وتعد أوبل، العلامة التجارية الوحيدة للسيارات التي تقع في ولاية إزمير، وقد حوّل مصنعها لتجميع السيارات في توربالي إلى مستودعٍ لقطع الغيار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!