ترك برس
قال محللون أتراك إن الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري على محافظة إدلب يرتبط ارتباطا مباشرا ببدء المباحثات بين تركيا والولايات المتحدة لإقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا، حيث ترغب روسيا في الاضطلاع بدور في هذا الاتفاق.
وقال سيركان ديميرتاش، الكاتب والمحلل السياسي بصحيفة حرييت، إن الاتفاق الأخير بين أنقرة وواشنطن على إنشاء منطقة آمنة في شرق الفرات يمكن أن يدفع روسيا إلى ممارسة المزيد من الضغط على تركيا بشأن قضية إدلب.
وأوضح دميرتاش لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أن الرتل العسكري التركي تعرض لقصف طائرات النظام السوري في أثناء توجهه إلى بلدة خان شيخون لإقامة نقطة مراقبة، على الرغم من أن أنقرة أبلغت موسكو عن نشر جنودها في نقطة المراقبة.
وأضاف أن الهجوم على الرتل التركي يوم الاثنين الماضي يثير مسألة ما إذا كانت تركيا وروسيا ستتمكنان من مواصلة تعاونهما بشأن إدلب أم لا.
ولفت إلى أن التوتر بين أنقرة وموسكو قد تصاعد بسبب إدلب، وأن تحركات البلدين ستحدد مستقبل منطقة.
ويتفق العميد المتقاعد في الجيش التركي، نعيم بابور أوغلو المتخصص في الشؤون العسكرية والسياسية، على أن روسيا يجب أن تكون قد أعطت ضوءًا أخضر للهجوم على الرتل التركي، مضيفًا أن هذه الخطوة كانت رسالة من موسكو إلى أنقرة مفادها أنه لا يمكن استبعاد روسيا والنظام السوري من صفقة المنطقة الآمنة.
ووفقا لبابور أوغلو، فقد أخبرت روسيا تركيا بأنها يجب ألا تنشئ منطقة آمنة بالتنسيق مع واشنطن فقط دون تدخل روسيا أو النظام السوري.
وأشار إلى أن المسؤولين الروس صرحوا أخيرا بأن أي عمليات لمكافحة الإرهاب تقوم بها تركيا في شرق الفرات يجب أن تنفذ بالتعاون مع النظام.
وقال بابورو أوغلو إن سوريا وروسيا تريدان السيطرة على طريق M5 الرابط بين محافظتي حماة وحلب، لما له من أهمية استراتيجية حاسمة في الإمدادات اللوجستية.
وأشار إلى أن نقاط المراقبة التركية التاسعة والعاشرة في جنوب إدلب، والتي تم إنشاؤها بموجب اتفاق وقف التصعيد في المنطقة بين تركيا وروسيا، تقع في منطقة مهمة على طرق الإمداد هذه.
وقال بابور أوغلو إن تركيا وروسيا أقامتا شراكة اقتصادية وسياسية خاصة بشأن قضايا شراء أنظمة الدفاع الصاروخي S-400 وبناء محطة أك كويو الاستراتيجية للطاقة النووية، مضيفًا أن البلدين يتعاونان أيضًا في عملية أستانا التي تسعى إلى تسوية سياسية للصراع السوري.
وقال الخبير إن مصالح أنقرة وموسكو تتعارض عندما يتعلق الأمر بإدلب؛ لأن تركيا تدعم جماعات المعارضة المعتدلة، وترفض الاعتداء العسكري من قبل الحكومة السورية خوفًا من تدفق اللاجئين على حدودها.
وتوقع أن يعالج الاجتماع الثلاثي القادم لقادة تركيا وروسيا وإيران في 11 أيلول/ سبتمبر المقبل هذه القضايا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!