ترك برس
قال موقع دفاعي إسرائيلي إن الأهداف والاحتياجات الدفاعية لتركيا وأوكرانيا في صناعة الدفاع قد أوصلتهما إلى آفاق جديدة في علاقاتهما وإلى تحالف استراتيجي حقيقي، وهو ما قد يدفع روسيا إلى التدخل لعرقلة الاتفاقيات الأمنية بينهما.
وذكر تقرير نشره موقع "يسرائيل ديفينس" أن ازدهار العلاقات بين تركيا وأوكرانيا يرجع إلى مجموعة من المصالح المتداخلة القائمة بين البلدين.
وأوضح التقرير أنه على الجانب الجيوسياسي، وعلى الرغم من أن البلدين لا يتقاسمان حدودا برية مشتركة، فإنهما يطلان على البحر الأسود، وتعد أوكرانيا مهمة بالنسبة للأتراك لأنها خط أنابيب الغاز الروسي المتجه إلى تركيا يمر عبر أراضيها.
وأضاف أن تركيا وأوكرانيا تتعاونان ويدعم كل منهما الآخر في المنتديات الدولية والإقليمية مثل الأمم المتحدة، وفرقة العمل المعنية بالتعاون البحري بين دول البحر الأسود التي تضم في عضويتها رومانيا وبلغاريا وتركيا وجورجيا وأوكرانيا.
وأردف أن هناك أيضا سياقات تاريخية ثقافية تربط بين البلدين. فبالنسبة إلى تركيا، فإن الأقلية التترية في شبه جزيرة القرم هي أحد أهم العوامل في الحفاظ على علاقات جيدة مع أوكرانيا. وقد اهتمت تركيا بسلامة التتر بعد فتح شبه جزيرة القرم، ودعمت السلامة الإقليمية لأوكرانيا.
وبين أن تركيا رفضت الاعتراف حتى الآن بضم روسيا لشبه الجزيرة، ولكن في الوقت نفسه حرصت أنقرة على ألا تدع هذه القضية تضر علاقاتها مع روسيا، إذ رفض الرئيس التركي أردوغان دعم العقوبات الغربية على روسيا. وعلى الجانب الآخر، أشادت كييف بأردوغان بعد نجاح وساطته في عودة عضوين من البرلمان الأوكراني من السجن في روسيا.
ومن الناحية الاقتصادية، زاد حجم التجارة بين تركيا وأوكرانيا تزايدًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث وصل إلى 3.7 مليار دولار في عام 2016. وفي عام 2017 تعززت العلاقات الدافئة من خلال توقيع اتفاقية التجارة الحرة وإلغاء تأشيرات السفر.
التعاون الأمني
ويلفت الموقع إلى أن التطور الأهم والأبرز بين البلدين يحدث في المجال الدفاعي. فبدءا من عام 2016 وقع البلدان سلسلة من اتفاقيات التعاون الأمني. وفي تشرين الأول/ أكتوبر من العام نفسه تم توقيع أول اتفاق للإنتاج المشترك للرادارات. وفي تموز/ يوليو 2018، تم أيضًا توقيع بروتوكول للتعاون بين شركة "أوكروبرونفورم" الأوكرانية وأسيلسان التركية. وفي أيلول/ سبتمبر 2018، فازت أوكرانيا بمناقصة بقيمة 40 مليون دولار لصيانة 17 طائرة هليكوبتر من طراز MI-17 تابعة للجندرمة التركي.
وقال الموقع إن أوكرانيا تسعى إلى تطوير قدراتها العسكرية المستقلة وتنويع مصادر إمدادها بالأسلحة قدر الإمكان، ولكن المشكلة أن بعض الدول تخاف من رد الفعل الروسي على بيع الأسلحة إليها، وبعضها الآخر لا يريد أن ييظهر وكأنه يضخ المزيد من الوقود في الحرب بين البلدين.
لكنه يستدرك أن تركيا لا تكترث لرد الفعل الروسي حتي الآن، فهي تطمح في أن تصبح واحدة من أكبر مصدري الأسلحة في العالم، وتستعد لاختراق أسواق جديدة. وأصبحت تصنع اليوم الكثير من الأنظمة الأمنية والعسكرية التي لم تكن قادرة على تصنيعها في الماضي مثل البنادق الهجومية والمسدسات والدبابات وأنظمة الرادار المختلفة والفرقاطات والمروحيات القتالية. كما بدأت أيضًا في تصنيع طائرات بدون طيار.
واضاف أن أوكرانيا أصبحت في كانون الثاني/ يناير الماضي ثاني دولة بعد قطر تحصل من تركيا على طائرات "بايراكتار" (Bayaraktar TB2). كما دخل البلدان في مشروع مشترك لتطوير طائرة بدون طيار جديدة تسمى "أقينجي" (Akıncı) التي يتوقع أن تدخل الخدمة في عام 2020.
وختم الموقع بأنه مع تسارع التقارب التركي الروسي، فسيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان الدب الروسي سيحاول التدخل في علاقات تركيا وأوكرانيا وكبح الصفقات الأمنية المستقبلية بينهما. وربما يكون الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو معرفة كيف سيرد الأتراك في هذه الحالة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!