نديم شنر – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
في 5 يوليو/ تموز الماضي، نشرت في هذا العمود مقالة تحت عنوان: "مخطط أمريكي جديد"، لخصت فيها المرحلة القادمة في خمسة بنود على النحو التالي:
1- ما زالت الولايات المتحدة تريد تأسيس دولة إرهابية يحكمها تنظيم "بي كي كي" على الأراضي السورية.
2- غير أنها ترى بأن تركيا تشكل عائقًا أمام هذه الرغبة، و تمثل خطرًا على المصالح الأمريكية (عمليات درع الفرات وغصن الزيتون وإدلب).
3- تعتقد واشنطن أن تأسيس دولة لـ "بي كي كي" في سوريا مرتبط بعملية سلام داخلي جديدة في تركيا يخيم عليها جدل حول إقامة مناطق إدارة ذاتية، وتعمل على تجييش الفاعلين السياسيين حول هذا الفكر.
4- في طلعة الفاعلين السياسيين يأتي زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قلجدار أوغلو، وحزب الشعوب الديمقراطي ومجموعات أخرى.
5- وبذلك تحول الولايات المتحدة المناطق التي يسيطر عليها "بي كي كي" في سوريا إلى دولة من خلال دعم مناطق الإدارة الذاتية في جنوب شرق تركيا.
أعتقد أن الولايات المتحدة تخطط لفعل شيء ما لكن الأمر المهم هو ما سيقوم به الفاعلون السياسيون في تركيا. هذا ما سيظهر مع مرور الوقت.
الفاعلون السياسيون
نعم، بعد مرور 3 أشهر رأينا ونرى ما قام الفاعلون السياسيون. يبدو أن الشق السياسي لهذا المخطط اضطلع به حزب الشعب الجمهوري.
فقد وردت تصريحات من رئيسة فرع حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول جانان قفطانجي أوغلو والنائب عن الحزب في البرلمان محمد بكار أوغلو بشأن إعادة إطلاق مسيرة السلام الداخلي.
كما أن المبادرات واضحة من جانب حزب الشعوب الديمقراطي داعم التحالف بين حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد، والمتحدث باسم تنظيم "بي كي كي".
على الإثر، أصدر معهد السلام، الذي يعمل تحت إشراف الكونغرس الأمريكي تقريرًا، قدمه إلى الكونغرس، وقال فيه إن "على الولايات المتحدة التشجيع على إطلاق مفاوضات السلام من جديد بين تركيا وبي كي كي".
المخطط يسير بيد المعارضة
انعقد اجتماع في برلين بمبادرة من الأوساط المقربة من بي كي كي، شارك فيه نائب من حزب الشعب الجمهوري. هذه المشاركة مؤشر على استمرار الخطة. أي أن توقعاتي قبل ثلاثة أشهر تحققت.
واتضحت الخطة للجميع عقب دعوة حزب الشعب الجمهوري إيمي أوستن هولمز الصحفية الأمريكية المقربة من تنظيم "ي ب ك/ بي كي كي"، إلى مؤتمر عقده الحزب حول سوريا.
أمامنا مخطط صنع في أمريكا، يسير كما هو مرسوم له بيد المعارضة التركية. على الرغم من أن الفاعلين السياسيين في الداخل يدركون الحقيقة إلا أنهم يغمضون عيونهم عن حقيقة أن المشكلة هي تنظيم "بي كي كي" الإرهابي، ويأخذون نصيبهم من هذه القذارة بهدف بلوغ سدة الحكم وعدم انهيار تحالفهم.
لكن مخططات أمريكا وعميلها المرتزق "بي كي كي" لن تفلح، لأن ضمير الأتراك يرى كل شيء.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس