مصطفى كارت أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
أهم سؤال مطروح حول الاتفاق التركي الأمريكي يشأن انسحاب تنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" من الحدود التركية في سوريا هو التالي:
"كيف سيكون الانسحاب وجمع الأسلحة الثقيلة وهدم المواقع والتحصينات؟ من سيراقب تنفيذ العمليات المذكورة وكيف؟".
تؤكد مصادر في وزارة الخارجية التركية أن المسؤولية في هذا الخصوص تقع على عاتق الولايات المتحدة.
ستقوم واشنطن بهذه العملية من خلال "المسؤولين" الذين توجه عبرهم "ي ب ك/ بي كي كي".
تعرف تركيا المسؤولين الميدانيين للولايات المتحدة والتنظيم تلإرهابي ومسؤولياتهم. كما أن أنقرة وواشننطن تحدثتا وسجلتا، خلال المباحثات، كيفية تنفيذ العمليات خلال 5 أيام.
بالإضافة إلى ذلك، ستراقب تركيا وتتابع التنفيذ من خلال عناصر قواتها المسلحة والجيش الوطني السوري وجهاز الاستخبارات.
يمتلك جهاز الاستخبارات التركي قدرات استخبارية كبيرة على صعيد "المصادر المحلية" في المنطقة.
وهناك مجال آخر للمراقبة هو "الأجواء"، حيث تمتلك الطائرات المسيرة القدرة على الرصد في الكثير من النقاط داخل المنطقة الآمنة بعمق 32 كم، وحتى من الحدود التركية.
تشير مصادر الخارجية التركية إلى أن كل عمل يرتكبه تنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" الإرهابي خلال الانسحاب على مدى 5 أيام، يقع تحت مسؤولية الولايات المتحدة.
وتشمل المسؤولية تهجير الأهالي من ديارهم قسرًا وإحراق منازلهم ونصب أفخاخ بمتفجرات مصنوعة يدويًّا.
***
هناك أيضًا توصيفات قانونية ملفتة للانتباه بخصوص الاتفاق.
على سبيل المثال، يؤكد المتابعون أن نصوص الاتفاق التفصيلية بين البلدين لن تكون بمثابة "اتفاقية شرفية". بمعنى أن هذا النوع من الاتفاقات، في حال انتهاكه، يمكن النظر إليه على أنه "اتفاقية دولية".
ووردتني أيضًا معلومة مفادها أن أردوغان اشترط صياغة "اتفاق خطي" بخصوص اللقاء مع الوفد الأمريكي.
إذا كانت المعلومة صحيحة، فهذا يعني أن أردوغان وضع في الحسبان تعزيز وضع الاتفاق على صعيد القانون الدولي.
ما بين غراهام وماكين
كان جون ماكين أشهر سيناتور جمهوري في الآونة الأخيرة بالولايات المتحدة. وكان يُعتبر "الدولة العميقة في أمريكا".
رغم سنه المتقدم ومرضه أجرى جولات مكوكية بين بغداد وشمال العراق وسوريا وتركيا، خلال الأزمة السورية.
عقد أردوغان معه اجتماعات عدة مرات وكان يقدر آراءه.
بعد وفاته، ظهر سيناتور آخر، وهو لندسي غراهام، بدأ يجري تحركات مشابهة لما كان يفعله ماكين.
لم يهمله أردوغان، والتقاه، لكن لم يرَ فيه "اتزان" ماكين. فقد كان غراهام يتحدث في أنقرة بشكل مختلف، وفي واشنطن بشكل مختلف. ولهذا لم يقم له شأنًا.
انزعج السيناتور من موقف أردوغان وأصبح عدوًّا لدودًا لتركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس