هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
يلعب الإعلام دورًا بقدر الزعماء الأوروبيين ضيقي الأفق المستسلمين للعنصرية والشعبوية، في وصول العداء لتركيا في الغرب إلى هذه الأبعاد الكبيرة.
أتابع بقلق شديد ما يُنشر عن تركيا في الآونة الأخيرة في الإعلام الألماني والفرنسي على وجه الخصوص.
وسائل الإعلام الأوروبية حافلة بمحتوى الكراهية في كل القضايا بدءًا من الإساءة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحتى الدعوات للسياح إلى عدم زيارة تركيا.
بل أن الأمر بلغ بالصحافة الألمانية على الأخص حد السعي إلى ممارسة ضغوط على الشركات الراغبة بالاستثمار في تركيا أو تلك التي لديها مصانع فيها.
قبل مدة وجيزة، أسست شركة فولكس فاغن، إحدى أكبر الشركات المصنعة للسيارات في العالم، "فولكس فاغن تركيا" برأسمال قدره 943 مليون ليرة تركية، لتقدم على خطوة استراتيجية فيما يتعلق باستثماراتها في تركيا.
تسعى الآن النقابات ووسائل الإعلام الألمانية جنبًا إلى جنب، على الرغم من هذه الخطوة الهامة، إلى الحيلولة دون إتمام هذا الاستثمار بذريعة "عملية نبع السلام في سوريا".
ويبدو أن فرانك فيتر المدير المالي لشركة فولكس فاغن تأثر كثيرًا بهذه الأجواء، فقال: "نتابع بقلق المستجدات السياسية. ليس هناك ما يعيق بحثنا عن مناطق بديلة من أجل الاستثمار".
هذا الموقف السلبي لمسؤول كالمدير المالي يعتبر الرجل الثاني في الشركة، يثير الشكوك حول وجود لوبي داخل فولكس فاغن يصارع من أجل منع الشركة من الاستثمار في تركيا. وهل الإدلاء بمثل هذا التصريح الخطير من صلاحية المدير المالي في شركة عالمية كفولكس فاغن؟
***
مع أن أوروبا تتمتع بتأثير كبير في الاقتصاد والحياة الاجتماعية والثقافية في العالم، إلا أنها تفقد قوتها السياسية تدريجيًّا.
لا أحد يعلم ما سيكون عليه الأمر بعد ميركل في ألمانيا. فالحكومة الألمانية، التي وصفتها صحيفة نيويورك تايمز بـ "الزومبي"، تقف مشلولة.
أما في بريطانيا فإن أزمة الخروج من الاتحاد الأوروبي تحولت إلى إحدى أكبر الفضائح في التاريخ.
بلد كبير كبريطانيا يملك تقاليد دولة تمتد على مدى قرون لم يستطع حل هذه المشكلة، ولم يتمكن من الخروج من متاهة بريكست.
الأوضاع في إيطاليا، رابع أكبر اقتصاد في أوروبا، سيئة جدًّا. فالبلد عالق ما بين العنصرية والشعبوية، ويبدو كسفينة يجرها التيار.
وفي إسبانيا، تشكلت 4 حكومات في 4 أعوام، ولم تتمكن البلاد من تحقيق الاستقرار. لا أحد يستطيع التكهن بما ستؤول إليه أزمة الانفصاليين الكتالانيين.
فرنسا لديها "مشكلة ماكرون"، الذي يظهر في صورة زعيم يطلق وعودًا كبيرة لكنه لا يتمكن من تحقيق أي شيء مما يقوله.
وأعتقد أن خير مثال على ذلك سعي إيمانويل ماكرون للدفاع عن تنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" على نحو يهدد علاقات فرنسا مع تركيا المستمرة 500 عام.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس