ترك برس
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن ميليشيات "وحدات حماية الشعب - YPG" لم تنسحب من المنطقة التي حددها الاتفاق بين تركيا وروسيا في 22 أكتوبر/تشرين الأول، رغم انتهاء مهلة الـ150 ساعة، في إشارة إلى عدة التزام موسكو بوعودها.
وقال أردوغان خلال تصريحات صحفية في أنقرة، إن بلاده حطمت خلال 8 - 9 أيام "خططًا خبيثة وضعت على مدار 8 أعوام" عبر عملية "نبع السلام" التي وفّرت فرصة مهمة "لرؤية الأصدقاء الحقيقيين" لبلاده.
وتكررت في الأيام الأخيرة حوادث التفجير في منطقة عمليات "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمال شرق سوريا، ما طرح تساؤلات عن الأسباب التي تساعد الأطراف التي تقف خلف هذه التفجيرات.
ومنذ السيطرة عليها من قبل القوات التركية والجيش الوطني السوري، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تشهد مدن وبلدات في تلك المنطقة حوادث تفجير بالسيارات المفخخة والعبوات، وكان آخرها انفجار سيارة مفخخة وسط مدينة تل أبيض، ظهيرة الثلاثاء الماضي، أسفرت عن إصابة ثلاثة أشخاص.
وسبق هذا الحادث بأيام، انفجار سيارة مفخخة في المدينة ذاتها، أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين، منهم أطفال، كذلك تشهد بعض البلدات حوادث انفجار ألغام، مما أدى إلى إشاعة جو من عدم الاستقرار.
الناطق الرسمي باسم "الجيش الوطني السوري"، الرائد يوسف حمود، اتهم الوحدات الكردية "YPG" التي تهيمن على قرار ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بالوقوف خلف هذه التفجيرات.
وعن الأسباب التي تسهّل اختراق المنطقة أمنيا، قال حمود، في حديث لصحيفة "عربي21"، إن المنطقة لا تزال ساحة للعمليات العسكرية، حيث لا زالت خطوط التماس تشهد اشتباكات بين قوات "نبع السلام" والمليشيات الانفصالية.
وأضاف حمود، إن سرعة تحرير هذه المناطق، ومساحاتها الواسعة، يساعد نسبيا في استهداف المنطقة من الداخل عبر عملاء للمليشيات.
وأكد في هذا السياق، وجود بعض من وصفهم بالعملاء داخل التجمعات المدنية في المنطقة، موضحا أن "البعض من عناصر قسد زعموا إلقاء السلاح، غير أنهم لا زالوا عناصر يتبعون للمليشيات".
وقال إن "المليشيات الإرهابية، تستغل كل ذلك، وتقوم بتجهيز المفخخات (سيارات، دراجات نارية)، وإيصالها إلى مراكز المدن، لتفجيرها داخل التجمعات المدنية، لإشاعة شعور بعدم الاستقرار، ولإرهاب الأهالي".
ولم يذهب القيادي العسكري في "الجيش الوطني السوري"، العقيد عماد شحود، عن ما ذهب إليه حمود، من حديث عن نشاط لخلايا نائمة تابعة لـ"قسد" في المنطقة.
وأكد وجود عناصر مأجورة، تقوم بتجهيز المفخخات من داخل المنطقة، وتفجيرها وسط المدنيين، مشددا في هذا السياق على استحالة دخول آليات من خارج المنطقة، نظرا لعدم وجود معابر للآليات.
وقال شحود، لم يمض على تحرير هذه المناطق سوى أسابيع معدودة، وهذه المدة ليست كافية بعد لتدارك الوضع الأمني، وسد الثغرات التي تستطيع المليشيات الانفصالية تحقيق اختراق أمني منها.
وبحسب شحود، فإن من المرتقب أن تباشر الأجهزة الأمنية عملها، وتحديدا جهاز الشرطة العسكرية.
وفي سياق الحديث عن الأسباب التي تسّهل مهمة اختراق منطقة عملية "نبع السلام" أمنيا، لفت مدير المكتب السياسي في "تجمع أحرار الشرقية" التابع لـ"الجيش الوطني السوري"، زياد الخلف، إلى التعليمات الأمنية الصارمة من قبل قيادة "الجيش الوطني السوري" بعدم التعرض للمدنيين.
وألمح إلى بعض السلبيات المترتبة على ذلك، بقوله "الخلايا النائمة تنشط تحت الستار المدني، علما بأن المدنيين هم ضحايا هذه التفجيرات".
وفي هذا الإطار، دعا الخلف إلى تشديد العمل الأمني، لتجنب المزيد من الضحايا، من خلال تفعيل بعض الإجراءات الأمنية، المشابهة لقوانين الطوارئ.
وكانت إدارة التوجيه المعنوي التابعة للجيش الوطني السوري، قد أصدرت قبل أيام مدونة سلوك تحت عنوان "مقاتل لا قاتل" لتشكل مرجعا للعسكريين يحدد بدقة السلوك الواجب اعتماده خلال المعارك والمهام القتالية.
وتضمنت المدونة شرح السلوك والواجب المهني لعناصر الجيش، كما أوضحت عمل وسلوك عناصر القوى الأمنية، من حيث تسيير الدوريات وإقامة الحواجز ونقاط التفتيش، إضافة إلى التوقيف والتعامل مع المحتجزين واستخدام القوة النارية.
وبينت المدونة أهداف الجيش والقواعد الحاكمة لعمله وسلوكه، إضافة إلى المبادئ الأساسية في استخدام القوة النارية ومعاملة أسرى الحرب.
وشددت على منع وقوع أي مخالفة لمضمونها، بالإضافة إلى قمع المخالفات عند وقوعها وإبلاغ الرؤساء والجهات المعنية عند احتمال وقوع مخالفات وشيكة للمدونة.
مدير موقع "الخابور" الإخباري، المراقب عن كثب للتطورات في منطقة عمليات "نبع السلام"، الصحفي إبراهيم الحبش، اعتبر أنه "ليس من المبالغة القول أن حزب العمال الكردستاني لا زال متواجدا في منطقة عمليات نبع السلام".
وقال إنه لا زالت هناك العديد من الأنفاق غير المكتشفة، وهذه الأنفاق هي مستودعات للمواد التي يتم تصنيع المفخخات منها.
وهنا لفت الحبش، إلى اكتشاف نفق لقوات "قسد"، قبل أيام، في مدينة تل أبيض، مرجحا وجود العديد منها.
من جهة ثانية، أشار الحبش إلى استفادة "قسد" من خبرات تنظيم الدولة في مجال التفجيرات وزرع العبوات الناسفة، كاشفا عن قيام عناصر من أسرى تنظيم الدولة بتدريب عناصر "قسد" على استخدام المفخخات.
وقال أن "قسد" حولت صوامع حبوب كبكة بريف الحسكة إلى مركز للتدريب على وسائل التفجير، حيث تم جلب أسرى تنظيم الدولة من أصحاب الخبرات في مجال التفجيرات، لتدريب العناصر.
وتابع أن "حوادث التفجير التي تقوم بها قسد في مناطق عمليات نبع السلام، وغصن الزيتون، ودرع الفرات، تتشابه من حيث الأهداف واستهدافها للتجمعات المدنية، ومن حيث طريقة التجهيز والإعداد، مع التفجيرات التي كان ينفذها تنظيم الدولة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!