محمود أوفور – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
جرت مباحثات تاريخية بالنسبة لتركيا والولايات المتحدة أمس. عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اجتماعًا خاصًّا مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب.
لم يكن أي بيان صدر بخصوص اللقاء في ساعة كتابة هذه الأسطر، لكنني أعتقد أن هذا الاجتماع الهام سيتمخض عن نتائج "إيجابية".
أقول ذلك بناءً على التفاهم القائم بين الزعيمين وعملهما معًا بشكل متناغم، على الرغم من كافة المؤشرات السلبية الموجودة في الوقت الحالي.
لم ينقطع التواصل بين أردوغان وترامب حتى في أحلك الأوقات وفي الفترات التي شهدت التصريحات الأشد لهجة بين الجانبين.
على سبيل المثال، بينما كان البعض ينتظرون نشوب أزمة في قمة العشرين، وجدوا ترامب يدعم أطروحات تركيا، على عكس ما كانوا يتوقعون.
كما أُصيب هؤلاء بخيبة أمل مع إعلان ترامب سحب قوات بلده من المنطقة الآمنة عقب إطلاق عملية نبع السلام، التي تصاعد التوتر معها بشدة بين الجانبين.
لم يكن أحد يريد أن يفهم. أو على الأصح، فقدوا قدرتهم على الفهم والتحليل. ولو أنهم يفهمون لما بحثوا عن إجابة لسؤال يطرحه الكثير من الساسة والإعلاميين الأمريكيين بغضب:
"أحدهما عدو للإسلام، والآخر عدو للغرب، فكيف يتفاهمان بشكل جيد إلى هذا الحد؟ لا بد أن وراء الأكمة ما وراءها".
بيد أن الأمر الذي يجمع بين الزعيمين السياسيين هو نظام الوصاية البيروقراطي، الذي يكافحان في مواجهته. لكن المستغربين لا يريدون رؤية ذلك.
عمى البصيرة هذا جلب عددًا كبيرًا من الصحفيين الأمريكيين إلى تركيا الأسبوع الماضي. هل تعلمون عن ماذا كان يتحرى هؤلاء الصحفيين، ومن بينهم كتّاب في صحف هامة من قبيل وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز؟
أمر لا يمكن تصديقه، لكن هؤلاء الصحفيين المرموقين يفترضون أن هناك "علاقة مالية" تقف وراء التقارب بين الزعيمين، وقاموا بتحرياتهم على مدى أسبوع في تركيا والتقوا مع الكثير من الأشخاص.
ولو أنهم لم يعودوا خاليي الوفاض لقاموا بعملية لتوجيه الرأي قبيل القمة. انظروا إلى الحال الذي وصلت إليه الولايات المتحدة، القوة العظمى في العالم!
لقد سقطت سقوطًا كبيرًا إلى درجة أنها تضطر للجوء إلى الكذب عندما لم تعد الوحوش التي أوجدتها (التنظيمات الإرهابية مثل "غولن" و"بي كي كي") كافية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس