ترك برس
تسعى تركيا لتحقيق الريادة في مجال منتجات الحلال حول العالم، وذلك من خلال خطوات ملموسة على أرض الواقع، تتمثّل في زيادة أعداد الشركات الحاصلة على شهادة اعتماد حلال، والمصارف الإسلامية، إلى جانب تأسيسها مؤخرا "هيئة اعتماد الحلال" (HAK).
والأحد الماضي اختتمت فعاليات معرض المنتجات الحلال للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والذي استضافه مركز أوراسيا للفنون والمعارض بمدينة إسطنبول.
وتعد هذه النسخة الخامسة لقمة الحلال العالمية والسابعة بالنسبة لمنظمة التعاون الإسلامي، فيما تحمل هذا العام شعار "الحلال من أجل الأجيال: أهمية الأسرة والشباب".
وشارك في المعرض الذي انطلق 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أكثر من 250 شركة محلية وأجنبية من خمسين بلدا مختلفا، مختصة في مجالات الغذاء والتمويل والسياحة والمستحضرات التجميلية والصحة والتغليف والكيمياء والأزياء.
من أبرز البلدان التي شاركت في المعرض، ماليزيا، وفلسطين وقطر والسعودية وعمان وإيران ونيجيريا والسنغال وغانا وهولندا وسويسرا وإسبانيا وأفغانستان وإندونيسيا، فضلا عن تركيا التي باتت رائدة في مجال المنتجات الحلال عالميا.
وتعكس الشركات الكثيرة المُشاركة في المعرض توجّه تركيا إلى التطوّر أكثر في هذا القطاع ودخول مختلف الأسواق العالمية، بحسب تقرير لشبكة الجزيرة القطرية.
وتزامناً مع انطلاق فعاليات المعرض، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العالم الإسلامي إلى العمل الدؤوب من أجل زيادة المنتجات الحلال وتوسيع أسواقها.
وأعرب الرئيس التركي في رسالة وجهها للمشاركين بقمة "حلال" الدولية، عن أمله في أن تحقق القمة ما قامت لأجله، ليصل العالم الإسلامي إلى الاقتصاد الحلال.
وكان إسرافيل كورالاي نائب رئيس غرفة تجارة إسطنبول قد أعلن في تصريحات صحفية قبل شهرين، أن قطاع المنتجات الحلال في تركيا ينمو سنويا بنسبة 100% تقريبا.
وأضاف أن العالم الإسلامي الذي يضم 1.8 مليار نسمة ويشمل 57 بلدا، ينتج 20 بالمائة من قطاع الحلال العالمي.
ووفقاً لتقرير عن سوق الحلال العالمي للعام 2018، فقد بلغ عدد المسلمين في العالم 1.8 مليار شخص في عام 2017، أي ما يمثل 24% من سكان العالم. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 70% في عام 2060، أي ليكون المجموع ثلاثة مليارات مسلم في جميع أنحاء العالم.
وهذا النمو الكبير في عدد المسلمين يدفع سوق الحلال العالمي إلى النمو بشكل أكبر، إذ من المتوقع أن يصل حجمه إلى 9.71 تريليونات دولار بحلول عام 2025، بعد أن بلغ نحو 3.7 تريليونات دولار في 2012، وفق التقرير ذاته.
وتتنافس العديد من الدول على الاستحواذ على النسبة الكبرى من سوق المنتجات الحلال، خاصة أن نسب نمو هذه السوق كبيرة والتوقعات المستقبلية تعزز من فكرة الإقبال عليها.
إلا أن تركيا تسعى بقوة للتميز عن باقي الدول في هذا القطاع، فبعيدا عن المعرض الدولي الأكبر من نوعه، أسست البلاد مؤخرا ما يسمى بـ"هيئة اعتماد الحلال" (HAK) التي شاركت لأول مرة في المعرض الحالي.
ووفق تصريحات سابقة لرئيس مجلس القمة العالمية للمنتجات الحلال يونس إتي، فإن تركيا قادرة على الاستحواذ على ما قيمته 400 مليار دولار من حجم سوق المنتجات الحلال.
ففي قطاع البنوك تمتلك البلاد ما نسبته 5% من المصارف التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية، ولديها ما قيمته 55 مليار دولار من سوق التمويل الإسلامي، بالإضافة إلى قطاع السياحة وهو القطاع الواعد الذي ينمو في تركيا بقوة حاليا.
لكن تركيا تسعى لأن تحتل مركزا متقدما في قطاع المنتجات الحلال، إذ إن الدول العشر الأكثر تصديرا في سوق الحلال -بحسب إحصائية أخيرة في 2017- كانت: الهند والبرازيل والنمسا والولايات المتحدة والأرجنتين ونيوزيلندا وفرنسا وتايلند والفلبين وسنغافورة.
فيما تصل حصة تلك الدول في سوق المنتجات الحلال إلى 85%، وتبلغ حصة الدول المسلمة 15% وتتقدمها ماليزيا وإندونيسيا.
وإلى جانب المكانة البارزة التي تتمتع بها في مجال منتجات الحلال، تعد تركيا من أبرز الوجهات العالمية للسياحة الحلال.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!