أمين بازارجي – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
كنا يوم أمس في قارس , وفي الوقت الذي تستمر فيه الادعاءات بأننا على شفير أزمة كبيرة وأننا أخذون بالغرق كنا شاهدين على بداية مشروع عظيم. فقد شاركنا في احتفال وضع حجر الأساس لخط ترانس اناضولو لأنابيب الغاز والمعروف اختصاراً بـ (TANAP) , وقد عشنا هناك لحظات افتتاح هذا المشروع الذي وصفه البعض بأنه مشروع العصر.
عندما يكتمل المشروع فإن الغاز الذي تستخرجه أذربيجان من البحر سيصل إلى تركيا . ومن تركيا سيصدر إلى أوربا.
وهذا المشروع عظيم لدرجة أنه سيجعل تركيا الدولة المحورية الأهم. فدولتنا التي ترتبط بالخارج في موضوع الطاقة ستصبح صاحبة قول فصل في هذا الموضوع. لأن حصتنا في هذا المشروع ستكون 30 بالمئة. أما حصتنا من الغاز المستخرج من بحر الشاه فستبلغ 19 بالمئة.
لم ينته الأمر بعد...
هناك حديث عن مرور غاز تركمانستان من تركيا إلى أوربا. وعلاوة على ذلك هناك نفط إيران والعراق أيضاً.
بالمختصر...
تركيا لن تكون دولة ناقلة للطاقة فقط. بل إنها ستكون مركزاً مهماً في موضوع الطاقة في المراحل المتقدمة.
نأتي على رأس قائمة الدول التي تتسارع حاجتها إلى الطاقة. فقد ارتفعت نسبة استهلاكنا للغاز في أخر عشر سنوات ثلاثة أضعاف. وارتفع مستوى الاستهلاك إلى 45 مليار متر مكعب.
وفوق كل ذلك نقوم باستيراد 98 بالمئة من هذا الكم. نحن مجبورون على ذلك حيث يجب علينا أن نستورد وأن ننوع المصادر. ولذلك فإن هذا المشروع في غاية الأهمية بالنسبة لنا.
وهذا المشروع مهم لدرجة أنه يدخلنا في سلسلة الطاقة. ويوفر لنا أفضلية ملموسة. حيث سيوفر لنا عام 2018 ما مقداره 16 مليار متر مكعب 31 مليار متر مكعب في عام 2026.
سيدخل خط الأنابيب الذي تم تدشينه أمس إلى بلدنا من جرجستان عبر قرية تورك غوزو. وسيصل إلى اليونان عبر إيبصالا بعد قطع مسافة 1850 كم. وسيكون أطول خط أنابيب في تركيا. حيث سيمر بعشرين محافظة و 67 منطقة.
وسيكون له تأثير إيجابي على اقتصاد هذه المناطق سواء في مرحلة الانشاء أو في المراحل التي تليها. وسيكون المبلغ العام الذي سيضيفه إلى الدخل التركي 4 مليار دولار.
والأهم ...
سيساهم في تقوية منزلة تركيا مع أختها أذربيجان على صعيد الطاقة العالمية.
تم وضع حجر الأساس يوم أمس للمشروع الذي سمي أيضاً "طريق حرير الطاقة" من قبل ثلاثة رؤساء للجمهورية. حيث كان مع رئيس الجمهورية أردوغان رئيس جمهورية أذربيجان إلهام آلييف ورئيس جمهورية جورجيا جورجي ماكفيلاشيفلي.
وقد بدأ أردوغان ببسم الله وأوضح الهدف من خلال قوله: "نضع الآن حجر الأساس وسننقل الغاز الأذري إلى أوربا عبر جورجيا في أقصر وقت.
الطاقة مهمة جداً لأوربا كما هي مهمة بالنسبة لنا. وذلك لأن العديد من المناطق التي تصدر الطاقة في العالم تحولت إلى مناطق نزاع مسلح. وهم أيضاً يعطون أهمية لمصادر الطاقة كما هو حالنا. مما يعني أن هذا المشروع يشكل متنفساً لأوربا أيضاً.
نتحول نحن من دولة مرتبطة بالخارج في موضوع الطاقة إلى دولة تؤمن سلامة مصادر الطاقة. وهذا ما سيوفر الراحة لأوربا.
طبعاً كل هذه التطورات لم تحدث من العدم. كل هذه نتيجة للاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي تم تأمينه عبر سنوات.
وليتابع الذين يقولون أن تركيا على شفير أزمة كبيرة وأنها آخذة بالغرق حديثهم ... فتركيا تراهن على الأهداف الكبيرة!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس