طه داغلي – خبر 7 – ترجمة وتحرير ترك برس
ادّعت بعض الأطراف الموالية للكيان الموازي الذي يتزعّمه "فتح الله غولن" بأنّ الرّئيس التركي "رجب طيب أردوغان" اعتذر من الرّئيس المصري "عبد الفتّاح السيسي".
دعك من قراءة صحفي لهذه الادّعاءات، فإنّ أيّ شخصٍ يملك القليل من المعلومات حول مجريات الأمور في منطقة الشّرق الأوسط، يدرك أنّ هذه الادّعاءات لا يمكن أن تكون صحيحة ولا يمكن لهذا الشّيء أن يحدث مهما كانت الظّروف المحيطة والمخاطر التي تحدق بالمنطقة.
إذا كان الحال على هذا المنوال، فلماذا عمد هؤلاء لطرح مثل هذه الأكذوبة؟ ما هي غاية الكيان الموازي من استخدام ورقة السيسي؟.
صحيفة زمان الموالية للكيان الموازي وبالاستناد إلى افتراءات "فؤاد عوني" نشرت خبر اعتذار أردوغان من السيسي.
الرّئيس أردوغان، قام بزيارةٍ رسمية إلى المملكة العربية السّعودية قبل ثلاثة أسابيع. واستمرّت الزّيارة ثلاثة أيام. وأثناء تواجد أردوغان في المملكة، قام الرّئيس المصري عبد الفتّاح السيسي أيضاً بزيارةٍ قصيرة إلى العاصمة السعودية "الرّياض".
المدعو فؤاد عوني كتب بعض الافتراءات عن تفاصيل ومضمون ما جرى في زيارة أردوغان إلى المملكة، وقامت صحيفة زمان بنشر ما كتبه هذا الشّخص المُتخفّي. فقد ورد في خبر صحيفة زمان بهدا الخصوص، أنّ الرّئيس أردوغان توسّل إلى الملك السّعودي سلمان بن عبد العزيز، كي يلعب دور الوسيط بينه وبين السيسي لعقد لقاءٍ بينهما وبالتّالي ليعتذر أردوغان من السيسي.
بالتأكيد إنّ هذه الادّعاءات عارية عن الصّحة تماماً والدّليل على ذلك مايلي:
1 – لو كانت هذه الحادثة صحيحة، فلماذا انتظرت صحيفة زمان ثلاثة أسابيع ومن ثمّ قامت بنشر هذا الخبر. لماذا لم تنشر الخبر حين حدوثه.
2 – لو كان ما يدّعيه هذا الذي يسمّي نفسه فؤاد عوني صحيحاً، ألم يكن حريّاً بالإعلام المصري أن يعلن عن هذا الحدث المهم منذ اليوم الأول من حدوثه. فالإعلام المصري أصبح بمجمله موالٍ للسيسي منذ الانقلاب الذي أجراه الأخير. فلو قام الرّئيس أردوغان بالاعتذار من السيسي، ألم يكن هذا الإعلام قد هلّل وزغرد بهذه المناسبة منذ اليوم الأول؟.
3 – إنّ هذه الادّعاءات لا يمكن أن تكون صحيحة بدليل أنّ زيارة الرّئيس أردوغان جاءت استجابة لدعوة رسمية من الملك سلمان له. وبالإضافة إلى ذلك فإنّ برنامج الرّئيس أردوغان في المملكة كان واضحاً قبل أسبوعين من موعد الزّيارة بينما تمّ الإعلان عن زيارة السيسي إلى المملكة قبل يومين فقط من موعد الزّيارة.
4 – ادّعاءات فؤاد عوني وصحيفة زمان لا تمتُّ إلى الصّحة بصلة. لأنّ سبب دعوة الملك سلمان للسيسي إلى السّعودية كان يتعلّق بموضوع آخر لا علاقة له بزيارة أردوغان للمملكة.
5 – الادّعاءات غير صحيحة، لأنّ الملك سلمان مُستاء من السيسي ومن تصرّفاته. وبنفس الوقت فإنّ الملك سلمان أبدى حاجة مُلحّة للرّئيس أردوغان من أجل حلّ نزاعات المنطقة. وهذا ليس بكلامي، إنّما الأوساط السياسية في الشّرق الأوسط كلّها تتحدّث على هذه الشّاكلة منذ وفاة الملك السّعودي السّابق "عبد الله".
6 – الادّعاءات ليست صحيحة، لأنّ السيسي بحاجة إلى الملك سلمان أكثر من حاجة أردوغان. والملك سلمان على عكس أخيه الرّاحل، يضع مسافةً بينه وبين السيسي. فإعلام الشّرق الأوسط برمّته يكتب عن تقارب العلاقات بين المملكة العربية السعودية وتركيا بعد وفاة الملك عبد الله. والواضح أنّ الإعلام الموالي للكيان الموازي لم يستطع رؤية هذه الحقائق حتّى أقدم على نشر مثل الأكذوبة.
7 – الادّعاءات غير صحيحة، على الرّغم من اجتماع شرم الشّيخ الأخير. فالسيسي الآن في موقفٍ حرج. الدّول الأوروبية والدّول الخليجية المدعومة أوروبيّاً أعطت فرصة أخيرة للسيسي. أنا لا أقول إنّ هذه الدّول سوف تغيّر سياساتها تجاه مصر، لكن احتمال قيامهم بتغيير السيسي وارد دائماً. فمن الممكن لهذه الدّول أن تطيح بالسيسي وتتابع طريقها من شخص آخر ينتمي للجيش. لأنّ الدّول الأوروبية لا تستطيع أن تزجّ بعلاقاتها الودّية مع إسرائيل من خلال الإخلال بالنّظام العسكري القائم في مصر.
على الرغم من كل الافتراءات التي تنشرها العناصر الموالية للكيان الموازي على صفحاتها الإعلامية، فإنّهم يعودون لينتقدوا حرّية الإعلام في تركيا.
في الحقيقة إنّ هذه الافتراءات أسخف من أن يُكتب حولها شيء، لكنّ هؤلاء يبتغون أشياء أخرى من وراء هذه الادّعاءات السّخيفة. فهذه الادّعاءات لن تجد آذانا صاغية لا في تركيا ولا في العالم العربي.
الكيان الموازي لم يستطع أن يصدر حتى بيان تنديد بعملية الانقلاب التي حصلت في مصر، لا بل قام بتوجيه الانتقادات للرّئيس أردوغان الذي صرّح للعالم أجمع بأنّ ما حصل في مصر هو انقلاب على الحكومة الشرعية في البلاد. وإنّني أتسائل الآن: من يخدمون من خلال هذه الافتراءات يا تُرى؟.
عن الكاتب
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس
