طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس
هل ستؤدي أزمة إدلب إلى قطيعة بين روسيا وتركيا؟ هذا سؤال يبحث الروس عن إجابة له. هناك الكثير من السيناريوهات، يجمع معظمها على قاسم مشترك وهو أن "روسيا وتركيا لن تتقاتلا. وستبرمان اتفاقًا جديدًا".
بدأ التوتر بين موسكو وأنقرة على خلفية الهجوم على القوات التركية بإدلب، ويتابعه الروس عن كثب، ويشعرون بالقلق من تزايد احتمال نشوب قتال بين تركيا ونظام الأسد.
وما يثير مخاوف الروس بشكل أكبر تدخل الولايات المتحدة والناتو لصالح تركيا في أزمة إدلب. أمر وحيد لا يتخلى الروس عنه في إدلب وهو دعم الأسد.
لكن كيف سيكون موقفهم إذا اندلعت حرب بين تركيا ونظام الأسد؟ هنا تختلط الأمور عليهم.
لا يريد الخبراء أو الإعلام الروسي حتى الحديث عن احتمال تحول الاشتباكات إلى حرب. معظم المعلقين على هذه القضية يؤكدون على حل الأزمة باتفاق جديد وتجميدها على المدى القصير على الأقل.
صحيفة "فزغلياد" تحدثت عن عدة سيناريوهات على النحو التالي:
السيناريو الأول: "سيوقف نظام الأسد الهجمات على المدنيين في إدلب، وبالتالي ستتجمد الأزمة".
السيناريو الثاني: "ستطلق تركيا عملية واسعة النطاق ضد الأسد، وفي هذه الحالة لن تقف روسيا حتمًا في وجه تركيا، فليس من صالحها الاقتتال معها. على العكس من مصلحة روسيا مواصلة التعاون مع تركيا، ولهذا ربما تقدم مقترحًا للحيلولة دون الحرب".
السيناريو الثالث: "سيوقف نظام الأسد تقدمه في إدلب، وينسحب جزئيًّا، وفي مقابل المناطق التي لن ينسحب منها ربما تمنح روسيا تركيا مناطق يسيطر عليها تنظيم ي ب ك".
السيناريو الرابع: "إمكانية حدوث مواجهة بين تركيا والنظام وروسيا وإيران وحتى الفاعلين الآخرين"، وهذا ما لا يريده أحد، وهو أضعف الاحتمالات.
إلى جانب هذه السيناريوهات، يؤكد الخبراء الروس على نحو مماثل أن التوتر بين تركيا وروسيا سوف ينخفض.
يقول أندري تشوبرغين إن هناك تدابير اتخذت من أجل الحيلولة دون وقوع مواجهة مباشرة بين أنقرة وموسكو في إدلب.
بدوره، يؤكد ألكساندر فافيلوف، من جامعة موسكو الحكومية، أن "سوريا لا تملك القوة الكافية للدخول في حرب شاملة مع تركيا".
أما كونستاتين تروييفتسيف، من أكاديمية العلوم الروسية، فأوضح أن نشوب حرب بين سوريا وتركيا ليس واردًا ضمن الاحتمالات.
باختصار، هكذا يفكر الروس، ويقولون إن الأسد لا يمكنه دخول حرب ضد تركيا، مؤكدين أن بلادهم، وإن دعمت الأسد، إلا أنها ستحول دون نشوب حرب من هذا القبيل، وأنها لن تتصادم حتمًا مع تركيا.
ويشدد الخبراء الروس على وجود شراكات في الكثير من المجالات، باستثناء سوريا، بين تركيا وروسيا، وعلى أهمية مواصلة التعاون فيها، وإلا فإن الولايات المتحدة ستكون الرابح الأكبر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس