أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
نمر بفترة خطيرة في إدلب وحتى في سوريا وخارجها. بعد الهجوم على قواتها، بدأت تركيا بوضع ثقلها على نحو لا مثيل له في التاريخ العسكري.
وجهت تركيا طائراتها المسيرة (الدرون) على نحو متتالٍ إلى شمال غربي سوريا، وهناك حققت تفوقًا كاسحًا على جيش النظام السوري وداعميه، الذين هاجموا قواتنا وارتكبوا المجازر منذ سنين بحق المدنيين الأبرياء.
لم تغير تركيا سير المعارك فحسب، بل وطبيعتها أيضًا. منذ سنين تقاوم المعارضة والمدنيون السوريون بإمكانيات متواضعة قوات النظام، التي لم يكونوا قادرين على الفرار من غاراتها.
ما لم تستطع قوات النظام، التي تتمتع بالتفوق الجوي، تحقيقه على الأرض كانت تسعى لكسبه بفضل قصف جوي دون تمييز.
هذه قصة الحرب السورية. نظام يتمتع بكل الإمكانيات ولا يستطيع التقدم دون القوة الجوية، ومعارضة تقاوم على الرغم من ضعف الإمكانيات.
أما في الأيام الأخيرة، فقد سلبت تركيا، بفضل واحد من أقوى أساطيل الطائرات المسيرة في العالم، نظام الأسد هذا التفوق وأجبرته على اتخاذ وضعية الدفاع.
انهارت قوات النظام ماديًّا ومعنويًّا بعد الدمار الذي ألحقته بها الطائرات المسيرة بدقة، وهذا ما غير قواعد اللعبة في شمال غربي سوريا.
وجهت أنقرة رسائل واضحة إلى النظام من خلال الأسلوب الذي اتبعته، وطبيعة قواته التي استهدفتها. تغير الديناميات إلى هذه الدرجة رغم عدم استخدام تركيا كامل قدراتها الجوية هو مؤشر على الخطوات التي تستطيع تركيا الإقدام عليها لتحقيق أمنها.
كما أثبتت تركيا من خلال تنويع الأهداف المنتقاة للقصف أنها تتابع عن كثب تركيبة قوات النظام في الساحة (الفاطميون، الزينبيون، قوات النمر..).
ومع تغير الظروف الميدانية، تواصل تركيا الجهود الدبلوماسية المكثفة على صعد مختلفة. فمن ناحية تجري مباحثات على أعلى المستويات مع روسيا، حامية النظام، ومن ناحية أخرى تقوم بتحركات دبلوماسية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والناتو.
على الرغم من جهود التثبيط في الداخل، تتواصل عزيمة تركيا في الميدان وعلى طاولة المباحثات. تركيا بلد صبور ومن الواضح أن أجندتها تجاه إدلب هي أمنية وإنسانية فحسب.
قدمت تركيا نموذجًا مصغرًا عما يمكنها القيام به وعن كيفية استخدام قدراتها ميدانيًّا عندما يتعرض عنصرا الأجندة المذكورة لأي خلل. وعلى من يتجبرون على الضعفاء أن يفكروا في المراحل القادمة للقدرات الجوية التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس