حسين يايمان – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس
مع اقتراب الانتخابات تبدأ خطط التنظيم الموازي بالظهور واحدة تلو الأخرى، فالتنظيم الموازي الذي فشل في تحقيق أهدافه خلال الانتخابات المحلية وانتخابات رئاسة الجمهورية يعمل اليوم بكل جهدهم، ويعملون هذه المرة بصورة أكثر وضوحا، وأكثر تنظيما، وأكثر عمقا، وهدفهم واحد: طيب اردوغان.
يسعون إلى تشكيل عدة تحالفات واتحادات، فهم يتحركون لتحقيق هدفهم دون الارتكاز على مبدأ أو قيمة أو فكر. هدفهم هو إنهاء حُكم حزب العدالة والتنمية، وكما كتبت في السابق، فإنّ أكبر حافز لهم هو تكوين جسم "مضاد لاردوغان"، ومهما كانت النتائج المترتبة على ذلك لن يتراجعوا عن أهدافهم.
هل سينجحون؟
والسؤال هنا، هل سينجحون فيما يخططون لهم؟ فهم قد حاولوا في آخر مرتين في الانتخابات، كما عملوا حينها حملة كبيرة، لكن نتائج ذلك كانت هامشية جدا، ويسعون في هذه الانتخابات لتجربة طريقة جديدة، من خلال التسرب إلى داخل الأحزاب السياسية، من خلال وضع مرشحين مقنعين من التنظيم الموازي داخل قوائم مرشحي الأحزاب للانتخابات القادمة، وعلى رأسها قائمة مرشحي حزب العدالة والتنمية.
يوجد هدفان لحملة التسرب داخل الأحزاب، الأول، هو خدمة التنظيم الموازي بصورة سرية من داخل هذه الأحزاب. أما الهدف الثاني فيتمثل بالتخلص من تهمة الانتماء للتنظيم الموازي والعمل معه، فلكي لا تستطيع الدولة تعقب هؤلاء الأشخاص، قرروا العمل على الترشح على قوائم الأحزاب للانتخابات المقبلة.
يسعى أعضاء التنظيم الموازي لوضع قناع جديد على أنفسهم، من خلال الترشح على قوائم الأحزاب السياسية، ليثبتوا أنهم "ليسوا من التنظيم الموازي"، فهدفهم الأساسي هو الاختباء والتخفي، فضلا عن الترشح للانتخابات القادمة، لكنهم مهما فعلوا، سيبقى المجتمع يعرفهم ويدرك حقيقتهم.
عندما فشلت خطط التنظيم الموازي في دعم بعض المرشحين في انتخابات 30 آذار وانتخابات 10 أغسطس، اتجهوا إلى أهداف جديدة، فخلال الانتخابات المحلية طلبوا التصويت لحزب الشعب الجمهوري، وخلال انتخابات رئاسة الجمهورية كانوا صريحين في العمل على التصويت لأكمل الدين أوغلو.
هل من الممكن أنْ يتحد حزب الحركة القومية وحزب الاتحاد الكبير؟
من أكبر الخطط التي يسعون للعمل عليها خلال هذه الانتخابات، هي توحيد حزب الحركة القومية (MHP) وحزب الاتحاد الكبير (BBP)، فهم يجربون كل الطرق الممكنة لتحقيق ذلك، لكن رئيس حزب الحركة القومية بهتشلي يقف ضد مثل هذا الاتفاق، فمع أنّ حزب الاتحاد الكبير سعى إلى تقليل نسبة التصويت لحزب الحركة القومية لكي لا يتجاوز نسبة الحسم في 2011، إلا أنهم اليوم يعملون بكل قوة على توحيد الحزبين. فهم لا يهتمون بمبدأ أو فكر.
هم يعتقدون أنّ لا أحد يعرف ويدرك ما يقومون وما يخططون له، فهذا أصلا متطلب أساسي ليكون الشخص تابعا للتنظيم الموازي، وعندما ننزل إلى الشارع نجد كيف أنّ هذا التنظيم أصبح في عزلة مجتمعية، فالتنظيم قد انحرف عن أهداف تركيا وأصبح عدوا للدولة التركية، سواء أقبلتم بذلك أم لا.
يسعى التنظيم الموازي لقطع الطريق أمام الحكومة من خلال اللعب على وتر عملية السلام، وذلك من خلال تشكيل اتفاق بين حزب الحركة القومية وحزب الاتحاد الكبير، لكن هل سيصلون إلى هدفهم؟ كما حصل في الماضي لن ينجحوا مجددا، وسيصبحون بعدها أكثر حدة في التعامل مع المواضيع، فمن المعروف أنّ دولت بهتشلي يضع بينه وبين التنظيم الموازي مسافة ولن يقترب منهم أو يعقد الصفقات معهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس