أحمد هاكان – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس
قليل من الانطباعات.. قليل من ما وراء الستار.. شيء من الرأي.. وبعض من التحليل..
انتهت ليلة الجمعة الشهيرة، التي سادتها الفوضى، عقب إعلان فرض حظر تجول في نهاية الأسبوع.
في اليوم التالي، اتصلت بوزير الداخلية سليمان صويلو.
أول ما قاله صويلو كان التالي:
"وُجهت إلي انتقادات، وأتقبلها.. بل إنني تلقيت شتائم أيضًا..".
بحسب الانطباعات التي نشأت لدي من المحادثة مع صويلو..
كان لسان حاله يقول:
- لا يمكنك الحصول على كل شيء
- ليكن ما يكون
- ما لا يمكن علاجه يتعين احتماله
والأهم من كل ذلك أنه كان متأثّرًا جدًّا، رغم محاولته إخفاء ذلك. تأثر غريب يشوبه العتب..
لكن لا أخفيكم القول.. على الرغم من أنني أستشفيت حالته النفسية إلا أنني لم أتوقع، وما كان باستطاعتي أن أتوقع وصول الأمر إلى تقديم الاستقالة.
عندما سمعت بخبر الاستقالة كان أول ما قلته:
"رئيس الجمهورية سيرفضها".
ما الذي دعاني إلى هذا التفكير؟
بالاستناد إلى الانطباعات التي تولدت لدي من المحادثة الهاتفية التي أجريتها مع صويلو يوم السبت..
كان لدي قناعتان حول قرار الاستقالة:
- القناعة الأولى: القرار اتُّخذ دون حساب مقدماته وتبعاته.
- القناعة الثانية: العواطف هي العنصر الرئيسي الذي لعب دورًا في اتخاذ القرار.
قرار استقالة اتُّخذ بهذه الطريقة كان لا مفر من اصطدامه بجدار الحس السليم، الذي يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لبنائه دون ترك أي مجال للعواطف، وعودته مع الرفض.
أما من يحاولون البحث بإصرار عن "مسرحية" أو "مؤامرة" أو "حيلة" أو "خدعة"، ليلصقوا بها قرار الاستقالة، فليستمعوا إلى مقولة فرويد: "السيجار أحيانا هو مجرد سيجار".
نأتي إلى كلمة "مسرحية"..
رغم أن إعجابي بفن المسرح بدأ يتزايد في الآونة الأخيرة على وجه الخصوص..
إلا أنني أصبحت أكره استخدام كلمة "مسرحية"، بل أصبحت أمقت هذا الاستخدام فيما يتعلق بالأحداث السياسية منذ اليوم الذي بدأ فيه البعض يتشدق بعبارات من قبيل "هذه مسرحية.. مؤكد أنها مسرحية" لوصف المحاولة الانقلابية الدنئية في 15 يوليو، حين فقدنا العشرات من مواطنينا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس