تقرير ترك برس - ديلي صباح
تصاعدت التوترات بين تركيا وإيران بعد انتقاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتدخل إيران في الشرق الأوسط قبل زيارته الرسمية إلى العاصمة الإيرانية طهران.
أردوغان: تركيا هي من يقرّر بشأن الزيارة
وردًّا على مطالبات مسؤولين إيرانيين بإلغاء الزيارة، أكّد الرئيس التركي في طريقه إلى سلوفينيا أمس الإثنين بأنّ تركيا هي التي تقرّر بشأن الزيارة، وقال: “إنّ هناك خطابين إيرانيين مختلفين تجاهنا. أنا لا أعرف هؤلاء، لكنّنا لن نرضخ لهم. ليسوا هم من يقرّر بشأن زيارتنا، فهذا شأننا. إنّنا نقرر بشأن جدول أعمالنا ونحن نتابع ما يجري في اليمن”.
وخلال مقابلته مع قناة “فرانس 24” في 26 آذار/ مارس الجاري، قال أردوغان: “إنّ إيران تسعى إلى زيادة نفوذها في العراق. كما تحاول مطاردة تنظيم الدولة (داعش) من منطقة إلى أخرى فقط لأجل زيادة نفوذها”.
مطالبات إيرانية بإلغاء الزيارة
وتابع قائلاً: “على إيران أن تغير نظرتها. عليها أن تسحب أي قوات لها في اليمن وكذلك في سوريا والعراق وأن تحترم سلامة أراضي كل منها”.
وفي وقت لاحق، رفض كل من وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف. وطالب نائب رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي الإيراني منصور حقيقت بولر بإلغاء الزيارة في حديث له لوكالة “تسنيم” الإخبارية الإيرانية.
كما استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال التركي في طهران باريش سايغن وسلّمته مذكرة دبلوماسية تطالب بشرح واضح ومقنع من أنقرة لتوضيح انتقاد الرئيس التركي لإيران، حسبما صرّحت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم يوم الإثنين.
بنود محتملة على أجندة الزيارة
وعلى ذلك، تظل زيارة أردوغان محلّ تساؤل ونقاش. فقد أشار خبراء في حديث لصحيفة ديلي صباح إلى بعض المسائل التي قد يجري تناولها بين أردوغان والمسؤولين الإيرانيين والعواقب المحتملة في حال حدوث الزيارة.
أوضح الصحافي الإيراني روح الله فقيهي بأنّه ليس متأكّداً من قبول المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي اللقاء مع أردوغان بعد تصريحاته الأخيرة بشأن إيران، وقال: “إنّ سوريا واليمن مسألتان هامّتان بالنسبة لإيران، ولذلك لا أعتقد بأنّ إيران ستقدّم ضمانات لأردوغان بشأنهما. كلّ من أردوغان وإيران على وعي تامّ باختلافاتهما؛ ربّما يتناقشان فقط لتوضيح موقف كل منهما وليس لتغييره”.
وأضاف فقيهي: “أرى أنّ أردوغان انضمّ لكتلة المملكة العربية السعودية لمواجهة إيران، كما نقلت رويترز قبل ثلاثة أشهر، الأمر الذي يحدث الآن، وربّما يحمل كذلك رسالة لإيران من الكتلة السنّية”.
الأكاديمي أيوب إرسوي من قسم العلاقات الدولية في جامعة بيلكينت بأنقرة سلّط الضوء على توقيت الزيارة، وأكّد أنّ العلاقات الاقتصادية الثنائية ستحتل أولوية على أجندة النقاش، في حين أنّه لم يتوقع حدوث أي نقاشات موضوعية حول قضايا إقليمية. وقال: “أولاً، منذ بداية الربيع العربي عزفت الدولتان في اللقاءات الثنائية رفيعة المستوى من إعطاء أولوية للقضايا التي تختلف فيها مواقفهم السياسية خوفاً من أن تفسد سياساتهما عدم المتوافقة والمتصارعة الأبعاد الإيجابية المشتركة في علاقاتهما”.
وأضاف إرسوي: “ثانياً، تجري زيارة أردوغان في وقت تنشغل فيه الدبلوماسية الإيرانية بتطوّرين مهمّين في سياستها الخارجية، وهما المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1 (الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إضافة إلى ألمانيا) والأزمة في اليمن التي دخلت فيها تركيا بشكل غير مباشر”.
ورأى الأكاديمي التركي أنّ “أي نوع من التقارب الدبلوماسي بين تركيا وإيران في الوقت الحالي لإيجاد حلول مشتركة للأزمات في الشرق الأوسط” قد تمّت عرقلته بسبب التطورات الأخيرة بين الدولتين. وتابع: “على فرض أنّ الدّولتان أظهرتا درجة من الاستعداد لتقريب مواقفهما الدبلوماسية لحل هذه الصراعات من خلال تحرّك جماعي، فإنّ تركيا وإيران لا تملكان قدرة كافية لتنفيذ أي سياسة مشتركة متّفق عليها بشكل فعّال. فالأزمة في سوريا واليمن هما ببساطة أكبر من تركيا وإيران، حتّى ولو كانا معاً”.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!