هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
ستكون ليبيا محكًّا جديدًا للعلاقات التركية الروسية بعد سوريا. قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعض الوعود لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارته الأخيرة لموسكو في 5 مارس/ آذار الماضي.
قدم أردوغان قائمة بالمشاكل التي تثيرها شركة فاغنر الروسية في ليبيا، فيما أكد بوتين أن بلاده لا تريد صداعًا جديدًا في العلاقات مع تركيا، وقال إن فاغنر لا تمثل روسيا.
بيد أن الحقائق الميدانية تظهر أن روسيا تسعى لنفوذ في ليبيا. فبينما تقدم الإمارات ومصر والسعودية الدعم المالي لحفتر في حربه على الحكومة المعترف بها دوليا، تكشف روسيا عن وجود عسكري في الميدان.
وتدعم اليونان وفرنسا وجنوب قبرص حفتر، في حين تتابع تركيا التطورات في ليبيا عن كثب، خصوصًا بعد توقيع اتفاقية تحديد مناطق الصلاحية البحرية مع حكومة الوفاق.
حتى أن مقاتلات إف-16 التركية حلقت في الأسابيع الماضية حتى السواحل الليبية برفقة طائرات التزويد بالوقود، ووجهت أنقرة بذلك رسالة مفادها أن مقاتلاتها ستتجه إلى ليبيا وتنفذ عمليات جوية هناك عند الضرورة.
تتمتع المساعدات التي تقدمها القوات التركية والمستشارين العسكريين الأتراك للحكومة الليبية بأهمية كبيرة. وعلى الرغم من الاعتراف الدولي بحكومة الوفاق إلا أنه يكاد لا يوجد بلد آخر سوى تركيا يدعمها.
تسير قطر على نفس النهج مع تركيا، وتقدم الدعم المالي، وتقف إيطاليا على مقربة من الطروح التركية، إلا أن من الصعب القول إن الاتحاد الأوروبي يتخذ موقفًا مشتركًا يردع المعتدين.
اشترت الإمارات منظومات الدفاع الجوي "بانتسير" من روسيا، وقدمتها إلى مليشيات حفتر الساعية إلى السيطرة على ليبيا. بيد أن الطائرات المسيرة التركية دمرت المنظومات المذكورة.
وبعد تغير التوازنات مع سيطرة الحكومة الليبية على مواقع هامة من بينها قاعدة الوطية الاستراتيجية، أقدم حفتر وداعموه على حملة جديدة.
بدعم من الإمارات مجددًا، تم تسليم مقاتلات روسية من طراز ميغ-29 وسو-24 موجودة في سوريا، إلى مليشيات حفتر في ليبيا.
رغم أن روسيا لم تتبنَّ عملية تسليم هذه الطائرات حتى الساعة، لكن الجميع يعلم أن مقاتلات ميغ لا يمكن تفعيلها عملياتيًّا دون موافقة موسكو.
إذا استمر سير الأحداث في هذا الاتجاه، واعتدى حفتر على المصالح التركية بشكل مباشر أو غير مباشر فإن مقاتلات إف-16 التركية قد تنفذ عملية جوية غير مسبوقة، وقد تبقى بعضها في ليبيا إلى حين تحقيق السلام.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس