ترك برس
افتتح موسم حقول السجاد في ولاية أنطاليا مع بداية شهر حزيران/ يونيو، واصطفت الآلاف من السجادات والبسط القيمة الرائعة المنسوجة يدويا تحت تأثير أشعة الشمس بحقول القمح في ولاية أنطاليا، بهدف تنقيتها من البكتيريا، مشكّلة صورة بديعة من السجاد الذي يبهر الأبصار التقطتها طائرة درون بدون طيار.
فبعد حصاد القمح في حي كاراتاش بمنطقة دوشمالتي التابعة لولاية أنطاليا، يفرد السجاد في حقول القمح لتعريضه لأشعة الشمس التي تطهره من البكتيريا، حيث يتم نشر كل سجادة لمدة شهر تقريبا مع مراعاة عكسها على الوجه الآخر من وقت لآخر لتهويتها، كي لا يبقى عليها أي أثر للرطوبة، كما يتم غسلها والعناية بها مع تنقيتها من البكتيريا قبل تصديرها للخارج.
يرسل السجاد من مناطق مختلفة في تركيا إلى دوشمالتي، ليتم صبغه بألوان الباستيل الخاصة وتنقيته، وتوجد اليوم في الحقول خمسة آلاف سجادة، ويتوقع أن يزداد هذا العدد إلى ما بين 10 و15 ألفًا في موسم الصيف.
وفي حديث لوكالة الأناضول، قال خليل بوركتشي، الذي يعمل في مجال أعمال السجاد بالمنطقة منذ 50 عاما، والبالغ من العمر 68 عاما، بأنه يبدأ بجمع السجاد والبسط المنسوجة يدويا من جميع أنحاء تركيا في بداية شهر يونيو، لنشرها في الشمس بحقل القمح البالغة مساحته 150 دونمًا في حي كاراتاش بمنطقة دوشمالتي.
وأضاف بوركتشي: "بدأت بتشميس وغسيل السجاد في دوشمالتي عام 1976. أغسلها هنا، وأشمسها، وأصلح الممزق منها، وأصبغها، كما أصنع سجادة كبيرة بدمج السجاد الممزق الذي لا يمكن تصليحه، وأخيرا أقوم بتعقيمها بأشعة الشمس".
ذكر بوركتشي أنه نال المركز الثالث في تصدير السجاد عام 1989، وقال" "كنت أصدر سنويا ما بين 30 و50 ألف سجادة في الماضي، أما اليوم مبيعاتي السنوية ما بين 500 و1000 سجادة، وأغلب مبيعاتي إلى خارج تركيا. أبيع معظم السجاد إلى أمريكا، ودول أمريكا الجنوبية، وأوروبا، وأستراليا، واليابان، وإنجلترا وغيرها".
يستخدم القطن العضوي والصوف العضوي والصبغة العضوية في صناعة السجاد والبسط اليدوية، حسب بوركتشي، الذي يقول إنّ السجادات اليدوية التي يصنعها تعقم وتطهر من البكتيريا في هذا الموسم "حيث تتشمس بالنهار وتتندى بالليل، ويتطاير الندى ومعه الفيروسات بفضل أشعة الشمس، مما يظهر لمعان الصوف ونعومته. لذلك نستخدم هذه الطريقة منذ أعوام طويلة، ليتم تصدير السجاد والبسط العضوية للخارج من هنا".
وعن بداية عمله، يقول بوركتشي: "كنت أنشر السجاد على مساحة بين 10 و15 دونمًا في بداية عملي، ويمكن أن أصل إلى ما بين 50 و60 دونمًا في منتصف الصيف. وصلت اليوم إلى مساحة 150 دونمًا مع مرور الأعوام، وبدأ يقل عدد العاملين في نسج وإصلاح وغسيل السجاد، وقد انعكس ذلك على عملنا. موضة ألوان السجاد هذا العام الألوان النابضة بالحياة، ونحن نعمل جاهدين لصنع بسط وسجاد بألوان الطبيعة لزبائننا. توجد لدينا جميع الألوان، ونحن نستمر بتشميس السجاد حتى 15 تشرين الأول/ أكتوبر".
ويُذكر أن سجاد دميرجي المُصنّع في ولاية مانيسا السجاد الأكثر شهرة عالميا. ويتم نشره بهذه الطريقة لتزداد قيمته ويطول عمره، حيث يباع المتر المربع منه بمبلغ يتراوح بين 300 و400 دولارًا أمريكيًا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!