ترك برس
يقدم بائع الشاي "شايجي" إيرول دوتكون، البالغ من العمر 63 عاما، الشاي لزبائنه في الحي التاريخي "تشنغلكوي" بمدينة إسطنبول، مع الأغاني التركية والموسيقى الكلاسيكية التي يحفظها عن ظهر قلب.
يرحب دوتكون بزبائنه في شارع "تشنغلوغلو" الذي يطابق اسمه اسم حي "تشنغلكوي"، أحد الأحياء المفضلة في إسطنبول، الذي يقع بين منطقتي "فانيكوي" و"بيلرباي" في الجانب الآسيوي من مضيق البسفور.
https://www.youtube.com/watch?v=3H6CxHKaTBk
كان والد دوتكون، يعمل بهذه المهنة لأعوام طويلة في نفس المنطقة، لذلك ورث مهنة والده، وتعلق بالموسيقى التركية المحبوبة على راديو TRT عندما كان في 12 من العمر، وبدأ في حفظ الأغاني وتسجيل ملاحظات عن الأغاني الفريدة التي سمعها وأحبها ورغب بدراستها، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق حلمه في الدراسة بالمعهد الموسيقي بسبب رفض والده ذلك.
يقول دوتكون إن والده كان يعمل في متجر لتجارة الخردوات لأعوام طويلة، وقال: "غير والدي مهنته وبدأ بإدارة مقهى شاي، وعملت بمهنة والدي منذ 12 عاما في تشنغلكوي. أقوم بإعداد الشاي الجيد وأقدمه لزبائني بشكل جيد وأنا أغني الأغاني التي يطلبها كل زبون مني".
يغني دوتكون الأغاني التركية التي يحبها منذ طفولته أثناء تقديمه الشاي لزبائنه بالمقهى، ويقول: "بدأت بحب الموسيقى الكلاسيكية التركية عندما كنت في 12 من العمر، كنت أجلس ماسكا القلم والورقة لأتابع برنامجا موسيقيا مدته ساعة من الراديو وأكتب كلمات الأغاني. كان يذاع عدة مرات في الأسبوع، وكنت أكررها ثم اشتريت دفاتر الأغاني".
أضاف دوتكون: "يوجد في حينا تشنغلكوي سينما اسمها (نور)، كانت تقام فيها الحفلات الموسيقية في كل صيف، وكنا نشاهد في تلك الفترة جميع الفنانين في حينا، مثل غونول يازار ونوري سيسيغوزال، وكنا نشاهدهم ونستمع إلى أغانيهم. أظن أن حب الفن الموسيقي حب مختلف تماما عن أي حب، ومع تقدمي بالعمر بدأت في الغناء بالجمعيات، كنت أغني بشكل جيد جدا أما اليوم فقد كبرت وذهب صوتي الجميل أيضا، والآن أغني مرة ثانية لكن لم يبقى صوتي كما كان".
أعرب دوتكون عن إصراره في صغره على الدراسة في معهد الموسيقى، ويقول عن ذلك: "توسلت إلى والدي كثيرا، وقلت له أرسلني الى المعهد الموسيقي، فلم يقبل أن يرسلني، وكان يقول لي: تأخرت عن عملك في المتجر. فنشأت كابن لصاحب متجر، وبقيت رغبتي في المعهد الموسيقي في نفسي، كيف سأفعل ذلك؟ كان هناك حفل زفاف، وكان بالنسبة لي مكانا أرفه فيه عن نفسي، فغنيت أغنية واثنين، كما أغني اليوم هنا لزبائني".
أشار دوتكون، إلى أنه يقرأ مقاطع من الأغاني التي يطلبها منه الزبائن في أثناء شربهم الشاي، وينظم حفلة موسيقية صغيرة بقدر شرب كأس الشاي، وينال بذلك ردود فعل طيبة من المواطنين. ويقول: "لا أنشغل بالأشياء السيئة عند انشغالي بالموسيقى، فهي جيدة لأنها تربط الناس وتوحدهم. أغني بدون خجل ولا تردد عندما يطلب مني ذلك، كما أغني ما أعرفه منها وإذا لم أعرف أغني أغنية أخرى، ويشاركتي بالغناء جيراني في الحي".
أكد دوتكون، أنه يعد شايا جيدا لزبائنه الذين تتعدد رغباتهم بالأغاني، ويقول: "أنا أغني الجاز لمن يريد شرب مشروب "أوراليه" (شراب حبيبات البرتقال البارد)، ما يعني أنني غاضب! وأغني الحجاز لمن يريد شرب الشاي، وقد اعتاد الجميع علي".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!