ترك برس
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن أردوغان حقق قوته السياسية بفضل النجاح الاقتصادي السريع الذي قاد بلاده إليه، وإنه نجح، على الرغم من الأزمة الاقتصادية المتزايدة، في بناء تركيا كقوة إقليمية ودبلوماسية لا يمكن تجاهلها أو رفضها، قوة مستعدة لمواجهة أوروبا وروسيا والولايات المتحدة.
جاء ذلك في سياق تقرير للصحيفة، أعده محلل شؤون الشرق الأوسط الدكتور تسفي برئيل، عن رؤية الرئيس التركي لتغيير النظام العالمي القائم، وإقامة نظام جديد تكون فيه تركيا نجما صاعدا.
ولفت برئيل إلى أن الحديث عن فرض عقوبات اقتصادية أو حظر عسكري على تركيا ما لم تتوقف عن البحث عن النفط والغاز في المناطق المتنازع عليها ازداد في الأسابيع الأخيرة. ولكن عندما اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في قمة يوم الجمعة الماضي، لم يتم التطرق إلى هذه القضية تقريبًا.
وأردف أن الانقسام بين ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا ومالطا والمجر التي تعارض العقوبات، وفرنسا التي تؤيدها يلعب لصالح أردوغان، إذ تخشى الدول الخمس من موجة جديدة من اللاجئين يمكن أن يرسلها أردوغان في طريقهم إذا فرضوا العقوبات.
كما لفت إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب امتنع عن الدخول في مواجهة مع أردوغان بشأن قضية الحرب في ناغورنو كاراباخ، واكتفى بالانضمام إلى دعوة فرنسا وروسيا لوقف إطلاق النار، لكن منذ ذلك الحين صمت ولم يعرض سوى استضافة مفاوضات بين الجانبين في الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن الرئيس التركي يسوق وجهة نظره العالمية بأن أوروبا والولايات المتحدة في حاجة إلى تركيا أكثر مما تحتاج إليهما، ويقول إن النظام العالمي القديم، والتحالفات والكتل التقليدية، والاتفاقيات التي تم تطبيقها حتى الآن تنهار وتفسح المجال لتوازنات قوى جديدة.
وعلق المحلل الإسرائيلي بأن حديث أردوغان صحيح في ضوء الاضطرابات التي حدثت في الشرق الأوسط على مدى العقد الماضي، وقوة الولايات المتحدة المتناقصة ومكانتها في عهد ترامب والتقارب الأوروبي.
وختم برئيل تحليله بأن نهج أردوغان، المحمي حاليًا من قبل الحلفاء والمنافسين الذين يخشون رده، "يجبرنا على دراسة التداعيات الخطيرة لنمو زعيم إقليمي يمتلك قوة عسكرية قوية ويعلن أن الترتيبات الحالية لا تلزمه."
وأضاف أن المواجهة مع اليونان وأوروبا بشكل عام حول التنقيب عن النفط في المناطق المتنازع عليها قد تبدو كتجربة في تنفيذ استراتيجية أردوغان الجديدة وليس مجرد صراع اقتصادي بين دولتين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!