ترك برس

افتتحت بلدية زونغولداك شمال غربي تركيا "متحف شهداء الألماس الأسود، بدعم من "وكالة تنمية غرب البحر الأسود"، وذلك لإحياء ذكرى شهداء المناجم الذين قضوا في مناجم الفحم غير المرخصة أو بسبب كوارث مرتبطة بظروف العمل.

يأتي افتتاح المتحف في الذكرى الأولى للانفجار في منجم غير مرخص بمنطقة "إكليملي" في زونغولداك الذي أدى لوفاة شخصين في كانون الأول/ ديسمبر 2019، ويحيي المتحف أيضًا ذكرى شهداء فاجعة وفاة 301 شخصًا في مناجم غير مرخصة بمنطقة "سوما" في عام 2014، ووفاة 6 عمال في انهيار منجم غير مرخص جنوب شرق تركيا، ووفاة 9 أشخاص في انفجار منجم صغير شمال تركيا في حزيران/ يونيو 2019.

حضور مراسيم الاحتفال بافتتاح المصنع وزير الطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونماز عبر اتصال فيديو، وتضمنت المراسيم الوقوف دقيقة صمت احتراما للشهداء، وترديد النشيد الوطني التركي، وإلقاء كلمات وزيارة للمتحف.

ألقى والي زونغولداك مصطفى توتلماز، كلمة بالمناسبة، أوضح من خلالها أن المدينة لديها العديد من المباني التراثية الصناعية، التي تبذل الجهود للتعريف بهذه القيم التاريخية وحمايتها والمحافظة عليها وتعزيزها.

وأضاف توتلماز: "في إطار مساعينا للحفاظ على التعدين والثقافة العمالية، وتراثنا الصناعي والثقافات المختلفة في منطقتنا، قمنا بإنشاء (متحف شهداء معدن الألماس الأسود)، بغرض التعريف بتراثنا وحمايته والمحافظة عليه. وستقوم جمعية التاريخ التركية، بدعمه بالمعلومات والوثائق من جميع الجوانب، ليكون رائدا في تطويره وتنميته للمدينة من النواحي الاجتماعية والاقتصادية كمتحف متخصص موجه للمستقبل".

نفذ المشروع في إطار "مشروع وادي أوزولماز الثقافي"، وهو اسم المنطقة التي تقع فيها المباني المسجلة لجذب السياح المهتمين بالمجالات الثقافية والاجتماعية والفن التاريخي المستخدم في عمليات إنتاج الفحم.

من جهته، صرح نائب حزب العدالة والتنمية من زونغولداك حمدي أوتشار، بأن العديد من العمال استخرجوا الفحم الصلب من الأرض بعرق جبينهم لأعوام طويلة، وقال: "مهما فعلنا للحفاظ على تراث مدينتنا الصناعي وإحيائه فهو قليل. أشكر كل من ساهم في هذا العمل لحماية مدينتنا التي ينبغي علينا إحياء ذكرياتها داخل مؤسساتنا".

كما شكر المدير العام لجمعية التاريخ التركية، كاظم أروغلو، كل الشباب العاملين في هذا المشروع الذي قال إنه "جلب الخير لبلادنا"، ثم قامت الشخصيات الحاضرة بعد إلقاء الكلمات، بقص الشريط وزيارة المتحف.

من الجدير بالذكر أن مدينة زونغولداك الواقعة على ساحل البحر الأسود شمال تركيا، تعد المركز الرئيسي لإنتاج الفحم في الأناضول، كما تتمتع المدينة بأهمية استراتيجية لوجود مناجم الفحم والميناء أيضا، مما ساعد خلال حرب التحرير على تحريرها في 18 حزيران/ يونيو 1920، من القوات الفرنسية التي احتلتها بعد الحرب العالمية الأولى، كما أطلق عليها إسم زونغولداك بعد تحريرها، فقد كانت تسمى "إيرجلي" وهو الاسم الذي أطلقه  العثمانيون عليها. وتعد زونغولداك محط أنظار السياح الأجانب والمحليين لتمتعها بشواطئ جميلة وطبيعة فريدة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!