ترك برس
رأى المحلل السياسي والخبير في شؤون الشرق الأوسط، جوناثان فينتون، أن بريطانيا أصبحت تنظر إلى تركيا بوصفها أقرب حليف لها بعد خروجها رسميا من الاتحاد الأوروبي، وأن هذه النظرة ستساعد في إنشاء إطار لتحالف أقوى بينهما.
وقال فينتون إن اتفاقية التجارة الحرة التي وقعها البلدان في 29 ديسمبر الماضي بقيمة 25 مليار دولار
تزيد من احتمالية إقامة علاقات اقتصادية أقوى بين تركيا والمملكة المتحدة خلال العقد المقبل.
ولفت إلى أن تأمين هذه الاتفاقية من منظور اقتصادي ، يعود بالفائدة على بريطانيا بشكل كبير ، نظرًا لمكانة تركيا كاقتصاد قوي بين حلفائها من خارج الاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن العلاقات السياسية بين البلدين خلال العقد الماضي كانت في أفضل حالاتها، لا سيما وأن المملكة المتحدة دعمت جهود تركيا في محاربة ما يسمى بالدولة الإسلامية، كما أظهرت بريطانيا تعاطفها مع تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016 ، والتي انتقدتها باعتبارها هجومًا على الديمقراطية التركية.
وأضاف أن بريطانيا انحرفت عن موقف الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي فيموقفها تجاه تركيا، فعندما أوقفت فرنسا وألمانيا مبيعات الأسلحة إلى تركيا في أعقاب عملية نبع السلام لمكافحة الإرهاب في عام 2019 ضد الميليشيات الكردية، واصلت المملكة المتحدة إمداداتها من الأسلحة ، ولم تنتقد تركيا كما فعلت الدول الأخرى.
وقارن فينتو بين موقف بريطانيا وموقف فرنسا ودول دول أخرى في الناتو سعت للضغط على تركيا، وحتى دونالد ترامب سبق أن فرض عقوبات على تركيا ، بينما أدلى الرئيس المنتخب جو بايدن بتصريحات في حملته الرئاسية بأنه سيفكر في دعم المعارضة في تركيا.
وعلق على ذلك بأنه مقارنة بالدول الغربية القوية الأخرى ، من الواضح أن المملكة المتحدة هي الحليف الأقرب والأكثر تقبلاً لتركيا ، مما يخلق إطارًا لهم لإنشاء تحالف أقوى.
ووفقا لفينتو، فإن بريطانيا في سعيها لتحقيق سياسة خارجية أكثر استقلالية وبعدا من أي قيود الاتحاد الاوروبي، سيُنظر إلى تركيا على أنها حليف مناسب ، نظرًا لأهميتها الجيوستراتيجية بالقرب من أوروبا وشرق البحر الأبيض المتوسط ،و بلاد الشام والشرق الأوسط الكبير.
وأضاف أن بريطانيا قد تتطلع إلى استخدام هذا للحفاظ على نفوذها الإقليمي المطلوب، من خلال حلفاء تقليديين آخرين ، مثل البحرين ، حيث تمتلك قاعدة بحرية رئيسية تساعد بريطانيا على ممارسة نفوذها العسكري في الشرق الأوسط. إن تأمين شراكة مع تركيا من شأنه أن يمنح بريطانيا المزيد من النفوذ للحفاظ على نفوذها في هذه المناطق.
وقد يؤدي هذا أيضًا إلى تعاون أكبر بين أنقرة ولندن في شرق البحر المتوسط، إذ تنظر بريطانيا إلى تركيا على أنها حليف مفيد في هذا المسعى ، حيث قد تسعى للسيطرة على الممرات الملاحية عبر قناة السويس والتأثير فيها.
ورأى أن ذلك يمكن أن يخلق فرصة لمزيد من اتخاذ قرارات استباقية في السياسة الخارجية البريطانية.
وأوضح أنه على الرغم من أن بريطانيا اتخذت موقفًا أكثر تحفظا في الصراع في ليبيا ، إلا أن لديها إمكانات أكبر للعمل مع تركيا التي دعمت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا. ويمكن أن يؤدي التعاون بين البلدين إلى شراكة أكثر فاعلية إذا عملت لندن وأنقرة معًا ويمكن أن يساعدا في تعزيز السلام في ذلك البلد.
لكنه استدرك أن من المرجح أن تلعب بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي دورًا أكثر تحفظًا في السياسة الخارجية في الوقت الحالي ، كما يتضح من قطع المساعدات الخارجية في نوفمبر الماضي.
ومع ذلك ، فإن صفقاتها مع كل من تركيا والاتحاد الأوروبي تُظهر أنه يمكن أن تؤدي بشكل فعال إلى تحقيق التوازن بين الاثنين.
وخلص إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان عاملاً محفزًا لعلاقات أقوى بين تركيا وبريطانيا ، وينبغي أن يعزز علاقاتهما بشكل أكبر لسنوات قادمة ، مما يجعل أنقرة حليفًا استراتيجيًا ومهمًا اقتصاديًا للندن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!