ترك برس
استطاع المعلم التركي علي إحسان أوزتورك، توفير مساكن دافئة لنحو 5 آلاف طالب أجنبي على مدى 10 سنوات، من خلال جمعية خيرية أسسها في مدينة قيصري التركية (وسط).
وبهدف دعم الطلاب الأجانب القادمين إلى قيصري من الجمهوريات التركية لمواصلة تعليمهم الجامعي، أنشأ أوزتورك، مدرس تاريخ الأديان بإحدى ثانويات المدينة، جمعية "توران للمقاصد الخيرية" عام 2011.
وعلى مدى 10 سنوات، تمكن أوزتورك عبر الجمعية، من توفير مساكن دافئة وتقديم جميع أنواع الدعم المادي والمعنوي للطلاب الأجانب، بهدف توفير احتياجاتهم وتمكينهم من مواصلة تعليمهم الجامعي.
وبفضل مساهمات أصحاب الخير، استطاعت الجمعية، توفير إقامة مجانية للطلاب الأجانب، وإتاحة فرصة التواصل الاجتماعي مع سكان المنطقة والتعرف على ثقافات مختلفة من خلال تنفيذ أنشطة متنوعة.
وقال أوزتورك، لوكالة الأناضول، إنه بدأ العمل بمهنة التدريس عام 1994، في إحدى ثانويات ولاية قهرمان مرعش (جنوب) للأئمة والخطباء، حيث راوده حلم العمل بهذا المجال منذ سنوات الطفولة.
وأردف: "منذ نعومة أظافري، كنت أحلم في القيام بعمل يوحد بين جميع الجمهوريات التركية، ومن هنا جاءت فكرة إقامة جمعية توران عام 2011، وإنشاء منازل تابعة للجمعية لاستقبال الطلاب القادمين من الجمهوريات التركية وغيرها من البلدان الأخرى".
وأضاف: "بدأت المشروع بمنزلين إلى أن وصلت أعداد المنازل التابعة للجمعية اليوم إلى 40 منزلا".
وتابع: "خلال السنوات العشر الماضية، استطعنا التواصل مع آلاف الطلاب وقدمنا الدعم للمحتاجين منهم. عملنا معهم ضمن أجواء عائلية، حيث قمنا بدعم نحو 5 آلاف طالب على مدى 10 سنوات".
** العالم قرية صغيرة
وأفاد أوزتورك: "أُوضح للطلاب أنهم لم يأتوا إلى بلد أجنبي، حيث يشعرون بأنهم جزء من تركيا، وذويهم مطمأنون على أبنائهم المقيمين في البيوت التابعة للجمعية".
واستطرد: "نحن نقبل جميع الطلاب المحتاجين للدعم دون أي تمييز ونحتضنهم جميعا، لقد بدأت جمعيتنا عملها بادئ ذي بدء لدعم الطلاب القادمين من الجمهوريات التركية".
واستدرك: "لكنها سرعان ما فتحت أبوابها لجميع الطلاب القادمين من مناطق مختلفة حول العالم، نحن ننظر إلى العالم كقرية صغيرة وكعائلة واحدة".
وأضاف: "خاصة عندما بدأ وباء كورونا العام الماضي، قدمنا مساعدات مهمة لعدد كبير من الطلاب القادمين من إفريقيا وآسيا".
وأفاد قائلا: "لقد كان أولئك الطلاب كأحد أفراد عائلتنا، عندما يأتينا أي طلب من الطلاب الأجانب، نهرع على الفور لمساعدته بغض النظر عن أصله أو معتقده أو لونه".
وأوضح أن الأشخاص الذين يسافرون إلى الخارج يجدون أنفسهم عادة مضطرين للعيش في بيئة مختلفة، حيث سعت الجمعية للتخفيف من معاناة الطلاب الأجانب وتسهيل اندماجهم بالمجتمع التركي.
وتابع: "يجد الطلاب المقيمون في منازل تابعة لجمعيتنا أنفسهم وسط عائلة كبيرة، حيث يصبح الكثير منهم أصدقاء في غضون أسبوع".
واستدرك: "عند وصولهم إلى بيوت الجمعية يلتقون بأناس من ثقافات ودول مختلفة، هذا الوضع مفيد للغاية فهو يوفر لهم فرصة التعرف على ثقافات مختلفة".
** عائلة كبيرة أفرادها من العالم
بدورها، قالت الطالبة الأذربيجانية كامالا روشان، طالبة الدراسات العليا بجامعة "إرجييس"، إنها تقيم في قيصري منذ 3 سنوات، وتشعر بأنها تمتلك عائلة كبيرة في تركيا بعد تعرفها على أوزتورك.
وذكرت روشان أنها التقت أوزتورك، في مسيرة لدعم أتراك الأويغور بتركستان الشرقية، وأنها أُعجبت كثيرا بالخدمات التي تقدمها الجمعية للطلاب القادمين من الجمهوريات التركية، وقررت الانتقال للعيش بأحد المنازل التابعة للجمعية.
وتابعت: "كنت خلال السنة الأولى من دراستي في قيصري أشعر بالوحدة والشعور الدائم بالاشتياق لبلدي أذربيجان، اليوم بات لدي عائلة كبيرة أفرادها ليس من تركيا فقط بل من جميع بلدان العالم التركي".
وأشارت إلى أن المنازل التابعة لجمعية توران وفرت لها فرصة التعرف على أصدقاء من إندونيسيا وغينيا والعديد من البلدان الأخرى، والتعرف على ثقافة تلك البلدان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!