ترك برس
استهل المنتخب التركي لكرة القدم، مشواره في السباق للتأهل إلى مونديال قطر 2022، بفوز ثمين على نظيريه الهولندي والنرويجي، فيما اكتفى بالتعادل أمام المنتخب اللاتفي، ليتصدر بذلك مجموعته، برصيد 7 نقاط.
ورغم قوة المنتخبات ونوعيتها التي واجهها الأتراك في المباريات الثلاث الأولى من التصفيات المونديالية، فإن رفاق القائد براق يلماز أبانوا عن مستويات كبيرة توجوها بانتصارين متتاليين وتعادل ثالث.
المجموعة السابعة التي يعتبرها عديد من المحلّلين "مجموعة الموت"، وقع المنتخب التركي مع فرق عالمية على غرار هولندا، إضافة إلى النرويج ومنتخبات الجبل الأسود ولاتفيا وجبل طارق.
البداية كانت في 24 مارس/آذار 2021، حيث وجّه المنتخب التركي رسالة قوية إلى منافسيه كافة بالمجموعة عندما حقق فوزاً عريضاً ومستحقاً على حساب "الطواحين الهولندية" بنتيجة (4-2)، في المباراة التي احتضنها استاد "أتاتورك الأولمبي".
وبثلاثية من القائد براق يلماز، وهدف رابع من خط الوسط هاكان تشالهان أوغلو، عَبَر منتخب "النجمة والهلال" محطة صعبة في مشوار التأهل إلى النهائيات العالمية، التي غاب عنها الأتراك منذ 20 عاماً.
وبعد ثلاثة أيام أزال منتخب تركيا الشكوك كافة والأقاويل التي حاولت التقليل من فوزه على نظيره الهولندي بانتصار ثانٍ على مضيفه النرويجي بثلاثية بيضاء منها ثنائية لأوزان توفان وهدف ثالث عن طريق شالار سوينجو.
وأُتيحت فرصة كبيرة للمنتخب التركي لإحكام قبضته على الصدارة عندما استقبل نهاية الشهر ذاته ضيفه اللاتفي على أرضية ميدان "أتاتورك الأولمبي"، لكنه فرّط بتقدمه مكتفياً بتعادل إيجابي بثلاثة أهداف لكل جانب، في المباراة التي حضرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ونقل تقرير لـ " TRT عربي" عن المختص بالكرة التركية أحمد سندس، قوله إن المنتخب التركي امتلك الأفضلية بعد فوزه بأول مباراتين في المجموعة أمام منتخبي هولندا والنرويج اللذين وصفهما بـ"القوي" و"العنيد" توالياً.
وأوضح أن المنتخب التركي عاد وتعثر أمام لاتفيا، وهو تعادل بطعم الخسارة، لكون مشوار التصفيات الأوروبية "لا يزال طويلاً ويتطلب عدم التفريط بالنقاط خاصة في المباريات التي تعتبر في المتناول".
وشدد على "حاجة منتخب تركيا للارتقاء في قضية التعامل النفسي مع المباريات، وإعداد اللاعبين على التكيف مع الظروف كافة"، مستدلاً بفوزه على نظيره الفرنسي في تصفيات كأس الأمم الأوروبية وتعادله معه خارج الديار، في وقت فرط بالنقاط كاملة في اللقاءات التي كان فيها المرشح الأوفر للفوز، على غرار مباراة لاتفيا الأخيرة.
ومع ذلك يعتقد الإعلامي الرياضي أن المدرّب شنول غونيش "يمتلك من الخبرة، ما يساعده على الخروج من هذا المطب"، إضافة إلى توفره على أحد أكثر الأجيال موهبة في تاريخ الكرة التركية وفي مختلف المراكز، وهو ما فتح باب الاحتراف لهؤلاء النجوم في الملاعب الإنجليزية والإيطالية والفرنسية والإسبانية.
ولفت إلى أن حظوظ وفرص التأهل "لا تزال مفتوحة لجميع المنتخبات"، لكنه شدد في الوقت عينه على أن المنتخب التركي قادر على الوصول إلى المونديال القطري.
وخلص في ختام حديثه إلى أن "منتخب تركيا وصل إلى مرحلة تجعله لا ينظر فقط إلى التأهل، بل البحث عن بلوغ الأدوار المتقدمة والذهاب بعيداً في كل بطولة يشارك بها".
من جانبه يرى المحلل والناقد الرياضي علي الزين، أن جماهير كرة القدم التركية تعيش "حالة من الرضا على نتائج المنتخب الوطني بعد نتائجه الجيدة التي حققها في بداية التصفيات المونديالية خاصة الانتصارين ضد هولندا والنرويج".
ويرى الزين أن الفضل لهذا الأداء يعود إلى المدير الفني غونيش، الذي أعاد الثقة إلى نجوم المنتخب التركي، وقدم تشكيلة متجانسة بقيادة نجم ميلان الإيطالي تشالهان أوغلو وقلب دفاع ليفربول الشاب أوزان كاباك.
ويعتقد الزين أن حظوظ المنتخب التركي ارتفعت كثيراً بعد التوليفة التي صنعها المدرب غونيش، والتي قال إنها أعادت الكرة التركية إلى الواجهة واحتلال قمة المجموعة السابعة عن جدارة واستحقاق.
ويرجع رأيه هذا إلى أن بداية الأتراك كانت أمام أقوى المنافسين في المجموعة، حيث وجهوا رسالة شديدة اللهجة بتسجيل 7 أهداف في شباك هولندا والنرويج.
ويوضح الزين أن الفوز على هولندا المدججة بالنجوم "كان مؤشراً لعودة منتخب تركيا ثم تأكَّد ذلك عقب الانتصار على النرويج"، مبيناً أن كل هذا "أظهر قدرات اللاعب التركي وقوة الدوري المحلي، فضلاً عن الإضافة الفنية التي قدمها النجوم المحترفون في ملاعب إنجلترا وإيطاليا وألمانيا".
ويرجّح أن طريق المنتخب التركي "معبّد من أجل الوصول إلى مونديال قطر"، مستنداً إلى أن التشكيلة الحالية تختلف عن سابقاتها من حيث قوة الشخصية، على الرغم من أن التصفيات المونديالية لا تزال في بدايتها.
ولفت إلى أن المؤشرات تؤكد أن غونيش تعلّم من أخطاء نظرائه السابقين؛ إذ "كانوا يكتبون سطراً ويتركون آخر"، وفق قوله، وهو ما يعزز من توقع وجود منتخب تركيا في الدولة الخليجية، للمشاركة في كأس العالم، نهاية العام المقبل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!