ترك برس
أسدلت قناة "ATV" التركية، مؤخراً، الستار عن مسلسلها الجديد "إخوتي" (Kardeşlerim)، والذي اكتسح خلال فترة وجيزة، نظيراتها من الأعمال الفنية الأخرى، وحطم الأرقام القياسية في نسب المشاهدات على الشاشات التركية.
ووفقاً للسيناريو يعرض هذا العمل الدرامي قصةً تأسر قلوب المتابعين، تتطرق للعلاقة الإنسانية التي تحكم الأسرة وتربط الأشقاء فيما بينهم، وسلوك البشر من خير وشر، وعن الحضور والغياب والاشتياق والخيانة. وتم تصوير المسلسل في حي فاتح على الجانب الأوروبي من إسطنبول، كما تظهر فيه العديد من المناطق الأخرى بمختلف أنحاء تركيا.
تنتمي هذه الدراما إلى صنف المسلسلات المشحونة عاطفياً، والتي تميّز كادره من المخرج إلى كاتب السيناريو، وجميعهم من الأسماء الوازنة في عالم الفن التركي، بحسب ما يذكره تقرير لـ "TRT عربي."
وضم طاقم العمل بعض نجوم الدراما التركية، بالإضافة إلى ممثلين صاعدين. وقد نال المسلسل استحسان المشاهدين بعد الأيام الأولى من عرضه على الشاشات التركية.
قادر وعمر وآسية وإميل.. هم الإخوة الأربعة، المرتبطون ارتباطاً وثيقاً، يفقدون والديهم بعد سلسلة من الأحداث المؤسفة. بعدما ضحّى الوالدان بكل ما لديهما من أجل ضمان عيش كريم للأبناء، يجد الأشقاء أنفسهم فجأة وحيدين وبلا مُعيل ولا سند بجيوب فارغة، لكن قلوبهم تفيض بالحب والعطف والحنان. ينظرون حولهم فلا يجدون من يدٍ للإمساك بها باستثناء أياديهم
على الرغم من أن "إخوتي" يمتاز بالسرد المتسلسل والحوار القوي والترتيب المنطقي للأحداث بهدف تحقيق التأثير المقصود في المشاهد، فإن تراكم المشاكل وتسارع الأحداث يُحتم على الشخصيات الرئيسية مواجهتها ليطغى عامل الإثارة على كل حلقات المسلسل، وهو في هذا العنصر لا يخرج عن المسلسلات التركية التي تكاد تكون كل حلقة منها قصة مستقلة بذاتها. وإذا كان النُّقاد يتفقون على أن الحبكة هي الواقعة التي تحوّل مجرى الأحداث لتأخذ منحى آخر لدفع القصة إلى الأمام، فإن مسلسل "إخوتي" يمتاز بعدة حبكات بعضها رئيسية والأخرى ثانوية. ولعل أبرزها وفاة الوالدين في يوم واحد. ولإضفاء بعض الإثارة والتعقيد، اختار السيناريو أن يكون المتسبب في ذلك هو أحد المقربين من الشخصيات الرئيسية، ويتعلق الأمر هنا بعاكف أتاكول، بعد أن علمت والدة الإخوة الأربعة بأنه على علاقة عاطفية بسوزان ما نياسلي. صراع الشخصيات الرئيسية الدائم منح القصة نوعاً من التشويق والتنسيق العاطفي في آن، كما ساهم في اعتياد المشاهد على نوع من الغموض، وهو ما يتميز به مسلسل "إخوتي" عن معظم المسلسلات التركية، إذ يصعب توقّع الأحداث ولا أدوار الشخصيات التي تتغير باستمرار وفق ما تتطلبه القصة، ومن أمثلة ذلك أن عاكف نفسه، الذي تسبب في مقتل الأم، هو أيضاً قاتل الأب بعد عِراك بينهما ومنقذ الأشقاء.
حياة الإخوة لم تكن مفروشة بالورود، فبعد تشييع جنازة الوالدين انفضّ الجميع من حولهم وتركوهم وحيدين يصارعون الأمرّين. وبعدما تسوء الأمور وتتعقّد، يتدخل العم ليعرض استضافتهم. حينها يقرر الشقيق الأكبر، قدير إيرين، ترك مقاعد الدراسة لإعالة إخوته.
مشاكل الأشقاء لم تنتهِ عند هذا الحدّ، بل زادت مع إجبار مالك الشقة إياهم على الخروج بسبب عدم القدرة على دفع الإيجار، ليجد الإخوة أنفسهم مضطرّين إلى قبول عرض عمّهم، لكن زوجته شنغول إيرين، رفضت استضافتهم، وهو ما ضاعف الأحداث الدرامية للمسلسل لدرجة الشحن العاطفي. حينها لم يجدوا بدّاً من العيش في حظيرة الدجاج
وتستمر المعاناة والأحداث الدرامية في حياة الإخوة الأربعة كمرض أمل وتفكير قدير في إرسالها إلى دور رعاية الأيتام، لحين ابتسام الحياة عن طريق الجامعة التي يملكها عاكف أتاكول، على الرغم من أنه هو المتسبب أصلاً في مأساتهم. وقتها تبدأ حياة جديدة يتقاطع فيها الأغنياء والفقراء والمجرمون والضحايا، لكن الأحداث ما انفكّت تتعقد من جديد. ويقوم الشقيق الأكبر بكل ما في وسعه لتظل عائلته واقفة على قدميها، وحماية إخوته وإبقائهم موحدين معاً.
واعتمد المخرج على بساطة البناء السردي مصحوباً بتطور بطيء للقصة لكنه منطقي ومترابط، وهي سمة المسلسلات التركية. وبخصوص عنصر التشويق المتواصل في القصة، فهو بمنزلة الضمان لعودة المشاهدين لمتابعة الحلقات التالية.
وبفضل بناء الشخصيات بشكل دقيق، وكذا أسلوب المخرج، ومواقع تموضع الكاميرا، وحتى توظيف الموسيقى التصويرية، خلق العمل الدرامي مزيجاً من التشويق خلال كل حلقة من حلقاته العشر التي تم عرضها إلى الآن. وحسب السيناريو.
ويعزو بعض النقاد نجاح المسلسل إلى الشخصيات وقوة القصة وأحداثها وتناسقها، لكن البعض الآخر يرى أن التميّز كان بفضل اللمسة الشخصية والفريدة لممثلين أدّوا أدواراً رئيسية أو ثانوية أمثال شخصية يران دوروك، وآسيا، أو حتى أورهان إيرين، وعمر إيرين.
ووفقاً لسيناريو القصة، تَعِد أحداث المسلسل بكثير من الإثارة والتشويق في قادم الحلقات، حيث يجد أورهان نفسه في حالة حرجة بعد نقله إلى المستشفى. وسيزداد غضب وحيرة شنغول من شدة الخوف على فقدان زوجها. وكما هي عادة الأشرار، حمّلت شنغول كل المسؤولية للأشقاء الأربعة وألقت باللائمة على الإخوة ليتم طردهم من المنزل. وبينما يخشى الأطفال من حدوث مكروه لعمهم، يقررون مغادرة مدينة إسطنبول ليجدوا أنفسهم مشردين في الشارع بلا مأوى أو سقف يحميهم. وستشهد الحلقة المقبلة أحداثاً ستكون مفصلية وتؤثر على مصير الإخوة ومجرى المسلسل بالكامل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!