ترك برس-الأناضول
أثارت طفلة تركية، تبلغ من العمر 10 سنوات، إعجاب الشارع في بلادها، بعد قراءتها 175 كتابًا في عام واحد، خلال الفترة التي شهدت تقييدًا لحرية التنقل للحد من انتشار جائحة كورونا.
وتمكنت الطفلة "نسا دونه طاشتبه"، الطالبة في الصف الرابع الابتدائي، من قراءة 175 كتابًا في عام واحد، بعد أن اضطرت إلى الخضوع للحجر المنزلي على خلفية إصابة والدها بفيروس كورونا العام الماضي.
أبصرت الطفلة "نسا" النور في إسطنبول، وهي تنتمي لعائلة تركية من مدينة عثمانية (جنوب) مكونة من أب وأم وطفلين. وبدأ اهتمامها بقراءة الكتب في سن مبكرة، لاسيما خلال دراستها المرحلة الابتدائية في منطقة أيوب سلطان بإسطنبول.
كانت نسا، التي اعتاد والدها ووالدتها على قراءة الكتب لها كل يوم عندما كانت صغيرة، تطلب من والديها في كثير من الأحيان تزويدها بالكتب بدلًا من شراء الألعاب.
اضطرت نسا إلى البقاء في المنزل خلال فترة القيود التي فرضت على التنقل للحد من انتشار فيروس كورونا، إضافة إلى خضوعها للحجر المنزلي بعد إصابة والدها بفيروس كورونا.
وفي تلك الفترة، كرست نسا مزيدًا من الوقت للقراءة والمطالعة بتوجيه من خالها، الذي يعمل مدرسا في إحدى المدارس الحكومية بإسطنبول، وبدأت بقراءة أعداد كبيرة من الكتب اعتبارًا من أبريل/ نيسان من العام الماضي.
استطاعت نسا قراءة ما متوسطه 90 صفحة يوميًا، وإنهاء قراءة 175 كتابًا، بما في ذلك روائع الكلاسيكيات العالمية، في عام واحد.
- أشعر بسعادة كبيرة عندما أقرأ كتابًا
وقالت نسا، في حديث مع الأناضول، إنها واظبت على قراءة الكتب بانتظام، منذ اليوم الذي تعلمت فيه القراءة والكتابة.
وأضافت أنها بدأت بقراءة المزيد من الكتب في فترة الحجر المنزلي عقب إصابة والدها بفيروس كورونا، مشيرة أن القراءة ساعدتها على التخلص من القلق الذي عاشه العالم بسبب جائحة كورونا.
وتابعت: "اتصل بي خالي واقترح علي أن أقرأ كل يوم أحد الكتب. وبعدها أقوم بإعداد ملخص عن الكتاب الذي قرأته ونتبادل طرح الأسئلة حول الكتاب في المساء".
وأضافت: "كان غالبًا يطرح أسئلة وأنا أجيب. كان من الجيد جدًا بالنسبة لي أن أقرأ كتابًا خلال فترة الوباء. لقد بدأت القراءة تصبح عادة وجزءًا من حياتي. هذه العادة تنمي لدي رغبة مستمرة في القراءة".
واستطردت قائلة: "الكتاب جعلني أشعر بالراحة. كل كتاب كان يشعرني بأن لدي المزيد لأتعلمه. كانت السعادة تغمرني كلما انتهيت من قراءة أحد الكتب. القراءة نمّت لدي الفضول للمعرفة التي دفعتني للبحث عن أسماء أهم المؤلفين العالميين وقراءة نتاجاتهم الفكرية والأدبية".
ونصحت نسا أقرانها بقراءة الكتب، وبالأخص قراءة الكلاسيكيات الفرنسية والروسية.
وزادت: "الكاتبة التركية المفضلة بالنسبة لي "سويم آق. أحببت جدًا كتابها المسمى "طائرتي الورقية أصبحت غيمة الآن". كما أحببت روايات عالمية مثل "مصنع تشارلي للشوكولاتة" و"الأميرة الصغيرة" و"فندل" لمؤلفين آخرين".
وبعد أن عبرت عن رغبتها في أن تصبح مهندسة معمارية في المستقبل، أشارت نسا إلى أنها اشتاقت جدًا للعودة إلى مقاعد الدراسة، واللعب مع أصدقائها.
بدورها، أوضحت والدة نسا، زينب طاشتبه، أن ابنتها طفلة ذكية ومسؤولة وواعية للغاية، وأنها إلى جانب قراءة الكتب، تقوم بمساعدتها في الأعمال المنزلية.
وأضافت الأم: "عندما كانت نسا صغيرة، كنّا نتناوب أنا ووالدها على القراءة لها كل يوم. أثارت تلك العادة الفضول إلى المعرفة في نفسها، وبدأت تطلب منا أن نوفر لها المزيد من الكتب بدلاً من الألعاب. كانت تحب الذهاب إلى معرض الكتاب الذي يجري تنظيمه سنويًا خلال شهر رمضان في مدينة إسطنبول".
وفي الختام، شكرت زينب طاشتبه معلمة الفصل التي شجعت نسا على قراءة الكتب، ورئيس بلدية منطقة أيوب سلطان "دنيز كوكن"، ومسؤولي وموظفي مكتبة البلدية (أيوب سلطان)، حيث تقضي فيها نسا معظم أوقات فراغها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!