ترك برس
توفّر ولاية إزمير الغربية، التي تشغّل 20 بالمئة من طاقة الرياح البريّة المثبّتة في تركيا، فرصًا كبيرةً في مجال طاقة الرياح البحرية للمستثمرين، وفقًا لتقرير وكالة التنمية في إزمير (IZKA).
وقد صدر مؤخرًا تقرير "خارطة طاقة الرياح البحرية في إزمير وقطاع طاقة الرياح" الذي يعد الأول في مجال طاقة الرياح البحرية في تركيا على مستوى إقليمي، كما يروّج للولاية كمركز رائد في القطاع.
وقد اتّبعت تركيا الاتجاه العالمي الذي شهد ضخ استثمارات ضخمة في طاقة الرياح البحرية في العشرين عامًا الماضية بالتوازي مع التكنولوجيا سريعة النمو في هذا القطاع، وكشف التقرير عن تركيب 35 غيغا واط من طاقة الرياح البحرية على مستوى العالم، إلى جانب 707 غيغا واط من طاقة الرياح البرية.
ومع توقعات قدرة تركيا على توليد 70 غيغا واط من طاقة الرياح البحرية، أشار التقرير إلى أهمية إمكانيات المنطقة في الطاقة البحرية، ولقّبت إزمير بـ"عاصمة الرياح في تركيا" و"مركز إنتاج لمعدات الطاقة البرية في تركيا".
وذكر التقرير أن قطاع الرياح في إزمير يوظف أكثر من 7500 شخص، ويصدّر إلى 30 دولة، ويحقق إيرادات تقترب من 500 مليون دولار (حوالي 4.32 مليار ليرة تركية).
ووصلت قدرة طاقة الرياح المركبة في تركيا إلى 10010 ميغا واط اعتبارًا من 8 آب/ أغسطس، وفقًا لبيانات "مؤسسة نقل الكهرباء التركية" (TEIAŞ).
وتتمتّع ولاية إزمير بأعلى قدرة لإنتاج طاقة الرياح مع حوالي 1700 ميغا واط، تليها باليكسير مع قدرة 1300 ميغا واط، ثم جناق قلعة مع 850 ميغا واط، ومانيسا مع 750 ميغا واط، وإسطنبول مع 420 ميغا واط.
واقتربت حصة طاقة الرياح من إجمالي الطاقة الكهربائية المركبة في البلاد من 10 بالمئة، في حين تشكّل 19.3 بالمئة من إجمالي الطاقة المتجددة المركبة.
وقام التقرير بتحديد المشاريع والأنشطة التي يجب تطويرها من خلال زيادة الوعي بين المؤسسات الإقليمية والوطنية ومن خلال تشكيل رؤية مشتركة للمُلكية الإقليمية.
وتتضمن خارطة الطريق الخطوات الرئيسية التي يجب اتخاذها على نطاق إقليمي لتحقيق إمكانات تركيا في القطاع، بما في ذلك تقييم إمكانات القطاع وتحديد مواقع الاستثمار، وتحليل السوق، وتقييم احتياجات وطلبات القطاع، والتنسيق بين السياسات الإقليمية والوطنية، وتقييم الموارد المالية.
ومن جهته تحدث الأمين العام لوكالة التنمية في إزمير، محمد يافوز، في لقاء حصري مع وكالة الأناضول حول المساهمة التي قدّمها قطاع طاقة الرياح ليس فقط في إنتاج الكهرباء في تركيا ولكن أيضًا في تنميتها الصناعية، عن التوسع الكبير لقطاع طاقة الرياح في الوقت الحالي.
وقال يافوز إن قطاع طاقة الرياح مع تكلفته الاستثمارية البالغة 1.4 مليون دولار لكل ميغا واط، يساهم بشكل كبير في الاقتصاد ليس فقط من خلال تصنيع مكونات توربينات الرياح ولكن أيضًا من خلال الخدمات الأخرى كالهندسة وتركيب الطاقة والصيانة وإعادة التدوير.
وقد نما إنتاج طاقة الرياح في تركيا ومعدّاتها إلى الحدّ الذي أصبحت فيه الآن واحدة من أكبر 10 أسواق على مستوى العالم. وأصبحت تركيا بالفعل خامس أكبر منتج للمعدّات في أوروبا العام الماضي. وقد ساعد هذا النمو تركيا أيضًا على توسيع صادراتها إلى 45 دولة في القارات الست.
ومن بين 77 منتجًا لمعدات الرياح في تركيا، يحقق 70 بالمئة عائداتهم من صادرات المعدات.
وقال يافوز: "إننا نرى أن تركيب طاقة الرياح البحرية ينمو تدريجيًّا وأن السوق سيشهد توسعًا كبيرًا في الفترة المقبلة، مدفوعًا بالتطورات التكنولوجية والتوجهات العالمية".
وشدّد يافوز على أهمية تكييف البنية التحتية الصناعية واللوجستية لتركيا مع هذا التحول القطاعي. وأوضح أن "وجود صناعة رياح ناضجة ومتكتّلة في إزمير وحولها يمكن أن يزيد من إمكانية الاستفادة من الفرص الجديدة التي يوفّرها هذا القطاع".
ولبدء هذا التحول، بدأت وكالة التنمية في إزمير بالفعل الأنشطة المحددة في خارطة الطريق. يشمل ذلك إجراء تقييمات للرياح البحرية، وإعداد تقارير جدوى استثمارية تجريبية، وتحديد احتياجات البنية التحتية للموانىء، وتقييم قدرات إنتاج المعدّات الحالية، وإنشاء مناطق صناعية متخصصة، ومواءمة ميناء تشاندارلي؛ الذي تمّ تطويره لدعم ميناء إزمير وتقليل الازدحام فيه لتلبية متطلبات القطاع.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!