ترك برس
أعلنت وزارة الخارجية التركية أن العاصمة أنقرة تستضيف الجمعة مشاورات سياسية بين تركيا وإيران، برئاسة نائبي وزيري خارجية البلدين.
وقالت في بيان لها الخميس إن المشاورات السياسية ستجري برئاسة نائب الوزير سادات أونال، ونظيره الإيراني علي باقري كني.
وأوضح البيان أن الجانبين سيبحثان العلاقات الثنائية، ووجهات النظر حول التطورات الإقليمية والدولية. وفق وكالة الأناضول.
وتأتي المشاورات في ظل توتر عسكري حدودي بين إيران وأذربيجان بسبب اتهامات وجهتها طهران ضد باكو.
وأعلنت إيران إطلاق مناورات عسكرية تحت اسم "فاتحو خيبر"، الأسبوع الماضي، على حدودها مع أذربيجان وأرمينيا، شمال غربي البلاد.
واللافت أن قرار إجراء المناورات يأتي بعد تصريحات للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، في مقابلة مع وكالة الأناضول مؤخرا، انتقد فيها إجراء إيران مناورات عسكرية على حدود بلاده، بالتزامن مع إحياء ذكرى نصر إقليم "قره باغ".
وانتقد علييف، مزاعم إيرانية حول وجود إسرائيلي قرب الحدود بين أذربيجان وإيران، متسائلاً "هل هناك أي دليل على ذلك؟". وقالت مصادر تركية إن أنقرة تتابع عن كثب جميع التطورات في المنطقة.
من جهته وصف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، تصريحات الرئيس الأذربيجاني حول بلاده بأنها "محيرة ومؤسفة"، زاعما وجود إسرائيليين في المنطقة.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية، بأن مسجد وممثلية المرشد الأعلى تم إغلاقهما الثلاثاء بأمر من سلطات جمهورية أذربيجان.
من جانبها قررت إيران غلق أجوائها أمام الطائرات الأذربيجانية التي تمد وحدات عسكرية في ناختشيفان. وأبلغت طهران باكو بذلك من خلال القنوات العسكرية الرسمية.
وكتب الصحفي يوري سوكولوف، في موقع "غازيتا رو" الروسي، عن احتمالات اندلاع حرب جديدة في القوقاز بمشاركة تركيا وإيران.
وأشار الكاتب إلى عودة الوضع في جنوب القوقاز إلى حالة عدم الاستقرار. فقد بدأت تركيا وأذربيجان، على الحدود مع إيران وأرمينيا، مرحلة جديدة من مناورات "الأخوّة الراسخة- 2021". وبالتوازي مع ذلك، تقوم إيران بمناورات على الحدود مع أذربيجان.
وقد حددت صحيفة "وطن إمروز" الحكومية الإيرانية الموقف الرسمي للدولة بطريقة خاصة، فقالت: "أنقرة وباكو تعلمان أن القوات الإيرانية في حال تغيير الحدود، ستدخل مباشرة أراضي أرمينيا وتصفي الانتفاضة الصهيونية". حسب زعمها.
وتابع سوكولوف: "إيران، على ما يبدو، تلمح إلى التعاون العسكري التقني الوثيق بين أذربيجان وإسرائيل خلال حرب العام الماضي، لا سيما فيما يتعلق بالطائرات المسيرة". بحسب وكالة "RT".
وفي الصدد، قال كبير الباحثين في مركز دراسات ما بعد الاتحاد السوفيتي، بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ستانيسلاف بريتشين: "الوضع مقلق للغاية، لأن تصرفات الرئيس الجديد غير بناءة إلى حد ما ومن الواضح أنها ليست محبة للسلام. لا أكاد أتخيل أن الرئيس السابق روحاني كان سيستخدم التصعيد لتحقيق أهدافه، كما يفعل رئيسي".
لكن بحسب بريتشين، سيكون من الصعب على طهران تغيير ميزان القوى في المنطقة. فـ" خطاب طهران المتشدد يضيف مزيدا من التعقيد إلى تسوية نزاع ناغورني قره باغ المتخم بالديناميات الداخلية. لكن الشيء الأكثر إزعاجا بالنسبة لموسكو هو أن مثل هذا الخطاب من طهران يمنح أنقرة مزيدا من الفرص للعمل كراعٍ لباكو، وبالتالي الحصول على المزيد من الأسباب لزيادة نفوذها في أذربيجان".
في الوقت الحالي، تتعارض استراتيجية القيادة الإيرانية بشدة مع خارطة طريق تسوية قره باغ التي حددتها روسيا. فبحسب المؤرخ والمستشرق عيسى جوادوف: "مع عدم استعدادها الواضح لفتح ممر زانجيزور، تقوم إيران في الواقع بنسف إنجازات الدبلوماسية الروسية لفتح خطوط النقل".
ولا يرى جوادوف أن إيران ستجني نتيجة إيجابية من السيناريو العسكري.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!