ترك برس
كشفت تركيا، عن إجراءات وخطوات إضافية اتخذتها من أجل مواجهة ما أسماها مسؤولوها بـ "الهجمة المالية"، وأبرز هذه الإجراءات هو طرح نظام لإيداع الذهب والمجوهرات في البنوك المصرفية.
وفي حديثه لحلقة برنامج "بلا حدود" على شاشة قناة الجزيرة القطرية، قال وزير الخزانة والمالية التركي، نور الدين نباتي، إنهم طوروا "آلية لإيداع الذهب والمجوهرات في البنوك حتى تخرج الأموال من المنازل أو من تحت الوسائد كما يقال ليتم تعييرها وتقييمها وإيداعها بالمصارف بشكل سريع"
وأضاف أن مثل هذه الخطوات تهدف "إلى دعم الإيداع بالليرة التركية."
وتابع قائلاً: "أنا أريد أن أؤكد أن حساب الليرة المحمي بقيمة الدولار هو الكفيل بمواجهة الهجمة المالية التي تعرضت لها بلادنا ونرى التجاوبات الحسنة من المواطنين الأتراك الذين بدأوا يستفيدون من هذه الإجراءات."
وأضاف الوزير التركي: "وبهذا الشكل نقوم بإجراءات عديدة لمواجهة الهجمة المالية، وذلك من خلال دعم قيمة الليرة، وكذلك رفعنا مساهمة الحكومة في الرواتب التقاعدية من 20% إلى 30%."
وأضاف قائلا "ونشجع كذلك المنافسة التجارية الحرة عن طريق تخفيض الضرائب في قطاع التجارة"، لافتًا أن "حزب العدالة والتنمية، يقوم بإعداد مشروع قانون في هذا الأمر سيناقشه البرلمان في الأيام القادمة".
واستطرد قائلا "وكذلك فإن ضريبة القيمة المضافة تطبق بأشكال مختلفة ولكننا نقوم بتعديلها وتبسيطها، وكذلك ضريبة نسبة الأرباح يتم أيضًا إعادة النظر في قانونها".
وردًا على سؤال حول النموذج الاقتصادي التركي الجديد قال الوزير نباتي "الاقتصاد التركي نموذجه يقوم على أساس رفع الإنتاجية والجودة عن طريق الدعم والتسهيلات وأنا أريد أن أؤكد أن بلادنا تمكنت من تحقيق رقم قياسي بلغ 12.7 مليار دولار خلال الجائحة من رؤوس الأموال الأجنبية التي استقطبتها"
وزاد نباتي "وأقول للمستثمرين الأجانب تركيا تبتعد مسافة 3 ساعات عن جميع دول المنطقة، لذلك فهي سوق مناسب للغاية من أجل الاستثمار".
واستطرد قائلا "كما نعمل على زيادة الدعم في مختلف القطاعات حتى نعزز الإنتاج وجودته"، متابعًا "الخطوات التي نتخذها مهمة جدا، فتقلّب قيمة الليرة موجود فعلا لكننا نعمل على جعلها مستقرة أكثر بعد أن نتخلص من حالة الغموض التي وقعنا فيها مؤخرا".
وتابع "سنعمل كذلك على زيادة الاستثمار في التكنولوجيا العالية، كذلك نقدم حوافز مهمة جدا لتمويل المشاريع المختلفة في القطاعات المختلفة حتى نواصل طريقنا نحو النموذج الاقتصادي الجديد القائم على زيادة الإنتاج في الصناعة والتكنولوجيا والزراعة والتصدير ونقوم بدراسة السوق بشكل جيد"
واختتم تصريحاته قائلا "وظروف الأسواق في المنطقة تستنفر الدولة التركية وقطاعيها العام والخاص لتحقيق قفزة اقتصادية كبيرة"، متابعًا "هذا هو نموذجنا الاقتصادي الخاص بنا، لم نستورده من دولة أخرى، ولا شك أن هناك نقاط مشتركة ومختلفة مع دول أخرى".
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد كشف في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عن آلية اقتصادية جديدة تهدف لحماية الليرة التركية التي كانت قد تراجعت إلى مستويات قياسية أمام الدولار الأمريكي.
وعقب الكشف عن الآلية المالية الجديدة، صعدت الليرة التي كانت انخفضت في وقت سابق بأكثر من 11% إلى حوالي 18.4 مقابل الدولار، ليبلغ الدولار 10.40 ليرة، قبل أن تتراجع قليلاً.
يُذكر أن الآلية المسماة "وديعة الليرة التركية المحمية من تقلبات أسعار الصرف" تضمن للمودع بالليرة عدم الوقوع ضحية لتقلبات أسعار الصرف، والحصول على الفائدة المعلنة، يضاف إليها الفرق في سعر الدولار بين وقت الإيداع والسحب.
وفي تصريحات أخرى له، كشف نباتي أن إيداعات العملة المحلية وفق الآلية المالية الجديدة، بلغت 91.5 مليار ليرة، حتى مطلع يناير الجاري.
هذا وجاء تراجع الليرة التركية بشكل كبير أمام الدولار، إثر تخفيض البنك المركزي في البلاد، سعر الفائدة لأربع مرات متتالية، ليهبط من 19 بالمئة إلى 14 بالمئة.
ويرفض أردوغان علنا أسعار الفائدة المرتفعة لاعتقاده أنها تزيد التضخم، وسبق له أن وصفها بأنها "أم وأب كل الشرور"، متطلعا إلى خفض معدل التضخم السنوي إلى 5% بحلول الانتخابات المقبلة المقرّر إجراؤها عام 2023.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!