ترك برس
أشار مقال للكاتب فالينتين ألفيموف، في صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية، إلى وجود أسباب تفشل محاولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مصالحة روسيا مع أوكرانيا.
وذكر المقال أن الرئيس التركي قرر أن يصبح "صانع سلام" بين روسيا وأوكرانيا، ويعمل على تسوية العلاقات أخيرا بين البلدين. حسبما نقلت وكالة "RT".
أما بالنسبة لزعيمي روسيا وأوكرانيا، فتجاوبهما مع دعوة أردوغان مختلف جذريا، كما يقول مدير معهد الدراسات السياسية سيرغي ماركوف.
ماركوف، متأكد من أن "زيلينسكي سيوافق بسعادة على دعوة تركيا".
وهنا، يمكن قول "ولكن" في خمس نقاط:
1. سيرفض بوتين التفاوض مع زيلينسكي لأن روسيا ليست في نزاع مع بلد زيلينسكي. روسيا في صراع مع الولايات المتحدة، التي تسيطر على كل من زيلينسكي وبلاده. لكن زيلينسكي يريد أن يظهر أن الحرب بين بلاده وروسيا أمر ممكن. وهي غير ممكنة من وجهة نظر بوتين؛.
2. سيرفض بوتين مناقشة مشاكل دونباس مع زيلينسكي لأنه أخبره مرات عدة بأن عليه التحدث إلى قادة دونباس. لكن زيلينسكي يريد أن يثبت من خلال المفاوضات أن الحرب في دونباس هي حرب بين بلاده وروسيا، وأن روسيا هي المعتدية. والأمر ليس كذلك من وجهة نظر بوتين؛
3. سيرفض بوتين أن يناقش مع زيلينسكي مشاكل وضع شبه جزيرة القرم، لأن هذه القضية قد تم حلها وانتهت. فهذه إرادة شعب القرم؛
4. سيرفض بوتين أن يناقش مع زيلينسكي تنفيذ اتفاقيات مينسك، لأن زيلينسكي يجب أن يفي أولاً بما وعد به ووقعه في نوفمبر 2019 في باريس. لكنه لم يف بالتزاماته، بل ولا هو قادر على ذلك لان رؤساءه يمنعونه. وما الجيد الذي يمكن أن يفعله عموما، إذا كان رؤساؤه يمنعونه من فعل أي شيء جيد؟
5.سوف يوافق بوتين على أن يناقش مع زيلينسكي مشاكل إعادة العلاقات الاقتصادية بين البلدين وإزالة العوائق أمام الحركة. لكن السلطات تمنع زيلينسكي من مناقشة هذه المشاكل.
وقبل أيام، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن أنقرة مستعدة للقيام بالوساطة لنزع فتيل التوتر بين روسيا وأوكرانيا.
وشدد أردوغان على رفض تركيا أي تصعيد في المنطقة، مضيفًا: "حدوث أي تطور أو حرب بغية الاحتلال سيشكل انتهاكًا خطيرًا جدًا لاستقرار المنطقة".
وأردف: "يمكننا أن نلعب دور الوسيط ليعم السلام بين روسيا وأوكرانيا (..) نريد أن يسود السلام بالمنطقة ومستعدون للقيام بكل ما يقع على عاتقنا".
ونوه الرئيس إلى أنه سيجري زيارة إلى أوكرانيا قريبا وربما يتحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا ويزور موسكو.
وأشار إلى أن علاقات تركيا تسير بشكل جيد مع روسيا، قائلًا: "تستمر العلاقات الروسية التركية في التطور في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، وبنفس الشكل لدينا علاقات مع أوكرانيا بذات المجالات، ولا يمكننا تقبل أن تتحول هذه التطورات الإيجابية إلى سلبية بين روسيا وأوكرانيا".
وتوترت العلاقات بين كييف وموسكو منذ نحو 7 سنوات، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
ومؤخرا، وجهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا في حال "شنت هجوما" على أوكرانيا.
من جهتها، رفضت روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، ونفت وجود أي خطط "عدوانية" لديها تجاه أوكرانيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!