ترك برس-الأناضول
يتهيأ مسجد أولو جامع (الجامع الكبير) بولاية بورصة شمال غربي تركيا لاستقبال شهر رمضان الكريم باستعدادات وتجهيزات خاصة.
ويعد "أولو جامع" الذي شيد بأمر السلطان يلدريم بايزيد في الفترة بين 1396 و1399، من آثار العهد العثماني المبكر، ويحمل كل الخصائص الفنية لتلك الفترة.
شيد الجامع بعشرين قبة وكان يعد في تلك الفترة خامس أهم مسجد بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى والمسجد الأموي.
ويعد أولو جامع من أهم المساجد بالعالم التركي، ووصفه الرحالة التركي الشهير أوليا جلبي بأنه "آيا صوفيا بورصة" و"أكبر المساجد" ويشتهر ببنائه التاريخي وغطاء الكعبة - جزء صغير من غطاء الكعبة معروض على جدران المسجد - ولوحات الخط المعروضة بداخله.
يعد مسجد أولو جامع "متحفاً مفتوحاً" لفن الخط إذ تحوي جدرانه 192 لوحة خط، 87 منها كتب على الجدران مباشرة، والباقي لوحات معلقة على الجدران كتبت بواسطة 41 خطاطاً بأنواع خط مختلفة.
ومع اقتراب شهر رمضان الذي يحل أوائل أبريل/نيسان المقبل، بدأت أعمال تجهيز المسجد وغسل السجاد بالإضافة إلى غسل الجدران بماء الورد.
وفي تصريحات لوكالة الأناضول قال حلمي شانلي، رئيس جمعية ترميم وصيانة مسجد أولو جامع، إن المسجد يعد نافذة مدينة بورصة على العالم.
وأضاف شانلي أن هناك حرص شديد على نظافة الجامع طوال الوقت وخاصة مع اقتراب شهر رمضان إذ يتم تنظيف الأرضيات والجدران والسجاد والأحواض وأماكن الوضوء بالمسجد.
وأشار إلى توزيع أغطية للرأس وعباءات تستخدم لمرة واحدة للنساء غير المحجبات الراغبات في دخول المسجد.
وأوضح أن أعمال التنظيف تتم 5 مرات في اليوم، تبدأ بعد صلاة الفجر وتتكرر بعد كل صلاة، أما في شهر رمضان، فتجري أعمال تنظيف خاصة مثل غسل السجاد وتعقيمها وتعطيرها.
وأفاد شانلي أن 16 شخصاً تابعين للجمعية، إضافة إلى 18 شخصاً يتبعون بلدية بورصة يشاركون في أعمال النظافة بالمسجد.
ولفت إلى أن المسجد يفتح قبل صلاة الفجر بساعة ويظل مفتوحاً حتى منتصف الليل طوال الأيام.
وذكر أنهم صنعوا منبراً خشبياً بفن تعشيق الخشب يتناسب مع الطراز المعماري والتاريخي للمسجد.
وبني المسجد في عهد السلطان العثماني بايزيد الأول، ولا يُعرف على وجه التحديد من هو المعماري الذي بناه، ولكن يُعتقد أنه علي نجار أو حاجي إيواز باشا.
ومر المسجد بأكبر عملية ترميم بعد زلزال عام 1855، الذي تهدمت فيه 17 من قباب المسجد الـ 20، وفتح مرة أخرى أمام المصلين عام 1862.
كما تضرر المسجد من الحريق الذي أصابه عام 1889، ولكنه رغم كل ذلك ما زال يحتفظ بنفس عظمته الأولى.
يتخذ المسجد شكل مستطيل قريب من المربع، حيث تبلغ أبعاد أضلاعه 55 و69 مترًا، وبالإضافة إلى باب "تاج كابيه" شمالي المسجد، وهناك بابان آخران.
ويضم المسجد 26 نافذة سفلية، و32 نافذة علوية، كما أن قمة القبة التي تعلو نافورة منتصف المسجد، تركت مفتوحة لتوفير الإضاءة والتهوية للمكان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!