ترك برس-الأناضول
كأنها درة تاج إسطنبول التركية، تمتد حديقة "غولهانة" العثمانية على مساحة 100 ألف متر مربع، في قلب المدينة النابض، لتسر قلوب الزوار وعشاق التاريخ.
وتعد "غولهانة" من أكبر وأجمل حدائق العالم، ويرجع تاريخها إلى أكثر من 500 عام، وتستقبل السياح والزوار على مدى العام، حيث يقضون وقتا ممتعا خلال جولتهم في المدينة العتيقة.
وأنشئت الحديقة في عهد السلطان العثماني محمد الفاتح، بعد تشييد قصر "طوب قابي" عقب فتح القسطنطينية (إسطنبول حاليا) في 1453، وباتت جزءا من القصر وموقعا لراحة السلاطين وأسرهم لاحقا.
وبقيت الحديقة خاصة بالسلاطين إلى حين فتحها أمام الجمهور في 1912، ونظرا إلى تاريخها وأهميتها تم الحفاظ على موقعها بعد تأسيس الجمهورية التركية عام 1923.
الحديقة قبل الفتح العثماني كانت أيضا منطقة خضراء، يقع تحتها خزان مياه تاريخي قديم غارق تحت الأرض تبلغ أبعاده 18×12 مترا، ويعتقد المؤرخون بأن هذا النوع من الخزانات كان لخدمة سقي الأشجار في المنطقة.
وعاد السياح إلى زيادة الحديقة التاريخية والأماكن السياحية بمدينة إسطنبول، عقب تخفيف القيود التي فرضها تفشي فيروس كورونا خلال العامين الماضيين.
وخلال فصل الربيع تزينت "غولهانة" بالأزهار والنباتات النادرة على سفوح خضراء، لتفترش الحديقة بألوان البهجة وظلال الأشجار العالية، وتصبح متنفسا لجميع زوارها.
محطة استرخاء
ومنذ الصباح الباكر وحتى ساعات المساء، يتدفق الزوار والسياح بكثافة على الحديقة الأثرية، والتي تقع جوار منطقة السلطان أحمد وعلى امتداد جامع آيا صوفيا ومتحف قصر طوب قابي.
وعادة ما تكون الحديقة محطة الراحة والاسترخاء والمتعة في جولات السياح لزيارة المنطقة القديمة والأسواق بمدينة إسطنبول، كما تشكل أيضا فرصة لاستمتاع الأطفال بممارسة الهوايات وقيادة الدراجات الهوائية والركض وسط الربوع الخضراء.
واهتم السلطان الفاتح بزراعة أشجار الزيتون في الحديقة، ثم أنواع متعددة من الزهور والنباتات، كما تم استخدام جزء منها بستانا لزراعة الخضراوات، وكانت تسمى قديما "حديقة مربى الورد".
ويبلغ عدد أنواع الأشجار فيها نحو 90، فضلا عن بعض الحيوانات الأليفة، كما وضعت أقفاص على الأشجار من أجل الطيور التي اتخذت من الحديقة مسكنا.
وتوفر الحديقة العثمانية مساحات مناسبة لممارسة مختلف أنواع الرياضات والهوايات للكبار، من لعب الكرات بمختلف أنواعها، والقفز بالحبل، والجري والمشي.
وبهذا توفر الحدائق ملاذا جميلا في الصيف، وأجواء عائلية، في ظل إجراءات مناسبة توفر الحماية لصحة وسلامة وأمن العوائل الزائرة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!