ترك برس
اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ، في اتصال هاتفي أمس الأحد، على على مواصلة "الحوار بشأن العلاقات بين البلدين والمنطقة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والأمن."
وأعرب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال المكالمة الهاتفية نفسها، عن شكره وتقديره للرئيس أردوغان على جهود تركيا في مكافحة الإرهاب، في خطوة أثارت تساؤلات عن نوعية التعاون القائم أو المحتمل بين البلدين فيما يتعلق بـ "مكافحة الإرهاب"، لا سيما وأن التهديدات التي تواجه كلاً منهما في هذا السياق، متباينة ومختلفة جداً.
وبالعودة قليلاً إلى الوراء، ربما تكمن الإجابة على التساؤل المذكور، في التهديدات الإيرانية للمصالح الإسرائيلية على الأراضي التركية، لا سيما بعد أن نشرت القناة 13 الإسرائيلية، مؤخراً، تفاصيل عن تدخل مسؤولين أمنيين إسرائيليين لإجلاء عدد من الأشخاص من تركيا بصورة عاجلة بدعوى وجود خطر داهم من قبل الإيرانيين، بعد أن رفعت تل أبيب درجة التحذير من السفر لإسطنبول إلى أعلى مستوى، فيما قالت أنقرة إن تحذيرات بعض الدول مرتبطة بتطورات ودوافع دولية مختلفة.
ووفقا لما بثته القناة الإسرائيلية قبل قرابة أسبوعين، فإن عددا من الإسرائيليين أجبروا على مغادرة تركيا بسبب تلك المخاوف الأمنية.
وذكرت القناة أن مسؤولا إسرائيليا رفيعا اتصل بامرأة كانت تزور أحد الأسواق وطلب منها ألا تعود إلى فندقها لأن "قتلة إيرانيين" ينتظرونها هناك هي وزوجها.
وأضافت القناة أن مجموعة من نحو 10 مسؤولين أمنيين إسرائيليين اصطحبوا الزوجين إلى المطار فورا ومن ثم إلى إسرائيل، حيث جرى استجوابهما بحثا عن معلومات بشأن هذا الاستهداف المزعوم.
ولم يتضح، وفق هذه الرواية الإسرائيلية، إن كان الزوجان مستهدفيْن لسبب محدد أو لمجرد كونهما إسرائيلييْن، كما لم يتبين عدد الإسرائيليين الذين تواصل معهم المسؤولون الأمنيون لتوجيههم لمغادرة تركيا فورا.
كما منع الجيش الإسرائيلي 5 رياضيين يخدمون في صفوفه من السفر إلى تركيا للمشاركة في بطولة أوروبا لمبارزة السيوف.
في الأثناء، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن المخابرات التركية اعتقلت في الآونة الأخيرة إيرانيين كانوا يخططون لاستهداف سياح إسرائيليين في تركيا بعملية إطلاق نار واختطاف، لكن السلطات التركية لم تعلق على هذه المزاعم.
من جهته، أعلن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، خلال يونيو/ حزيران الجاري، رفع درجة تحذيره بشأن السفر إلى إسطنبول إلى أعلى مستوى.
وقال المجلس في بيان "بالنظر إلى الطبيعة المستمرة للتهديد، وفي ضوء النوايا الإيرانية المتزايدة لمهاجمة إسرائيليين في تركيا، خاصة إسطنبول، رفع مجلس الأمن القومي (درجة) تحذير السفر لإسطنبول إلى أعلى مستوى: المستوى الرابع".
وجاء ذلك عقب تصريحات لوزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد دعا فيها الإسرائيليين إلى عدم السفر إلى تركيا مطلقا ما لم تكن الرحلة ضرورية، كما دعا الموجودين هناك إلى العودة في أسرع وقت.
وحذر لبيد طهران قائلا "رسالتنا لإيران بأن الذراع الطولى لإسرائيل ستصل لمن يؤذي مواطنينا بغض النظر عن مكانه".
وقد أبلغت شركات السياحة عن عدد قليل من الإلغاءات في وقت توقف فيه بشكل شبه كلي بيع العروض السياحية لأشهر الصيف المقبلة.
وفي معرض تعليقها على هذه المستجدات، قالت الخارجية التركية في بيان حينها، إنّ تحذيرات بعض الدول لمواطنيها من السفر إلى تركيا مرتبطة بتطورات ودوافع دولية مختلفة.
وأضافت الخارجية التركية أن أنقرة تتخذ الإجراءات الأمنية اللازمة في إطار آليات التعاون المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
وشددت على أنّ تركيا بلد آمن ويواصل محاربة الإرهاب بأكثر الطرق فعالية عبر العمليات المحلية والعابرة للحدود.
وقد تعالت نبرة التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران الأسابيع الأخيرة بعد اغتيال حسن صياد خدايي الضابط في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في طهران يوم 22 مايو/أيار الماضي، والذي اتهمت فيه طهران تل أبيب بالوقوف وراءه، وبعد قصف إسرائيلي لمطار دمشق الدولي يوم الجمعة الماضي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أمس الاثنين إن الرد على أفعال إسرائيل سيكون في مكانه، وليس في دولة ثالثة.
وأضاف خطيب زاده -خلال مؤتمر صحفي- أن على تل أبيب أن تدرك أن طهران لن تتسامح بشأن أمنها في المنطقة مع أي جهة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!